13 سبتمبر 2025
تسجيلبعد نشر مقالنا السابق والذي يحمل نفس العنوان وصلتني عدة رسائل على بريدي الإلكتروني يشكرني فيها أصحابها على تناولي لهذا الموضوع الغاية في الأهمية للأمهات وكل من يتصدى لتربية الأطفال أو العناية بهم .. وكنا باختصار شديد قد تناولنا أسباب بكاء الأطفال على اعتبار أن البكاء – بالإضافة إلى الضحك – هما وسيلتي الأطفال للتعبير عما يجول في خواطرهم .. كما سألني بعض القراء أسئلة تتعلق بذات الموضوع . وسنحاول في مقالنا هذا أن نجيب على هذه الأسئلة وأن نلقى المزيد من الضوء على الموضوع لما لمسناه من شغف البعض للاستزادة من تلك الأسباب والتي نذكر منها " الملل " .. وقد يتعجب البعض متسائلا وهل يصيب الملل الأطفال ؟ والإجابة نعم كبيرة .. في حالة إذا جلس الطفل في نفس الغرفة وعلى ذات المقعد وقد يكون أمام نفس المنظر أو الحائط .. فإن ذلك ولا شك سيصيب الطفل بالسأم والملل ولهذا ينصح بتغيير أماكن جلوس الطفل ولهوه في المنزل كما ينصح بالانتقال خارج دائرة المنزل كلما كان ذلك ممكنا ويفضل الأماكن المفتوحة كالحدائق والمتنزهات .. وهنا يؤكد علماء النفس أن ذلك يساعد الطفل على حب الاستكشاف وبالتالي توسيع مداركه .. ونحن بدورنا نوصى بعدم إهمال ذلك باعتبار أن الأطفال " صغار ولا يفهمون ذلك " .. وهنا يجب أن نخبر الطفل بما نحن بصدد عمله لنجعله سعيدا لا يشعر بالملل بشرط أن يكون ذلك بكلمات سهلة وبسيطة يستطيع فهمها وكل أم تكون قادرة على ذلك أو الإيحاء بالمعنى المراد توصيله كما أسلفنا في مقالنا السابق حيث من الممكن أن تكون اللغة التي تستخدمها الأم هي احتضان طفلها وهى من أكثر أنواع الحوار نجاحا . ومازلنا في الأسباب النفسية لبكاء الطفل وهو الشعور بالوحدة لانشغال الأم في أمر من أمور المنزل وعندما يجد الطفل نفسه وحيدا يراوده الإحساس بعدم الأمان والقلق فيبدأ في البكاء وهنا ننصح الأم بسرعة العودة إلى المكان المتواجد فيه الطفل والتربية عليه حتى يهدأ وحتى نرسخ لديه الإحساس بأن الأم ستكون بجواره على الفور متى افتقدها .. وفى نفس الوقت يجب على الأم تعويد طفلها على ألا تكون معه طول الوقت وأنها قد تكون بعيدة عنه في بعض الأوقات ويفضل أن يكون ذلك في الفترة ما بين بلوغه سن الستة أشهر والتسعة أشهر حيث يدرك الطفل في هذه المرحلة العمرية أن له كيان منفصل . ومن الأسباب الجسدية الأخرى والطريفة لبكاء الأطفال وشعورهم بالضيق الشديد هو نوعية الملابس التي يرتديها الطفل حيث تتجه معظم الأمهات إلى إلباس أطفالهن طبقات متعددة من الملابس بمجرد بدء موسم الشتاء أو أن يكون الطقس باردا لعدة أيام أو حتى ليوم واحد .. وقد تكون بعض هذه الملابس ثقيلة من الصوف أو الألياف الصناعية إلى درجة إحساس الطفل بالحر أو حتى الإحساس بالاختناق والذي يكون مدعاة للبكاء . والتصاقا بهذا الأمر قد يكون جلد الطفل سبب البكاء لسبب فى غاية البساطة والطرافة أيضا وهو احتكاك العلامة التجارية بجلده .. ونعود لنؤكد على ضرورة توصيل معنى فهمنا لمعاناة الطفل حيث سيكون الحوار ناجحا في هذه الحالة . أما عن الوجه الآخر وهو الضحك والابتسام والمناغاة فمن نافلة القول أن هذه الأشياء تدل على السعادة والسرور وتلك بدورها يجب علينا استثمارها ومشاركة أطفالنا فيها الأمر الذي يجعلهم أكثر سعادة وقد تكون هناك لحظات – من فرط جمالها – لا ينساها الإنسان طوال حياته .. وهنا نؤكد أيضا أن الحوار هنا هو الأفضل وهو مما يزيد سعادة الأطفال .. ونعود لنؤكد أيضا على تعريف الطفل بأهمية الحوار الباسم السعيد مع الكبار الذي يرسخ معاني الحب الأسرى . نأمل أن نكون عند حسن ظن القراء الذين بعثوا إلينا بأسئلتهم وتكون إجاباتنا ذات فائدة لكل الأمهات . وإلى اللقاء في موضوع جديد والآثار النفسية التي قد تنجم عن الفشل في الحوار مع الأطفال ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين E mail : [email protected]