13 أكتوبر 2025
تسجيلولا زلنا نعيش في أجواء الهياكل التنظيمية … وموضوعها المتوسع … لاسيَّما أهميتها المطلقة وذلك لكونها تترجم توجه الدولة وتوجه سمو أمير البلاد المفدى من حيث إعادة تنظيم عمل الوزارات والجهات الحكومية المختلفة بما يتفق مع الإمكانات المطلقة التي تتمتع بها دولة قطر.لقد توفقت هذه الهياكل من حيث ضرورة وجود إدارة معنية بالتخطيط الاستراتيجي الأمر الذي يستتبع معه بأنه يتوجب على جميع الوزارات أن تُقدّم خططا مؤسسية بموجبها أن ترفع من مكانة كل وزارة وكل جهة … خطط تتناسب مع آخر التطورات والتقدم في الدول المتحضرة، فتُسهم في إنعاش طرق العمل، وتسهل تسييره بطرق ترفع من مستوى الجهات والموظفين العاملين بها بصورة أكثر تطويراً.التكنولوجيا تُساهم بلا شك في تسهيل أمور العمل في الجهات كافة، وتوفر الوقت والجهد بنسبة كبيرة، أقرب مثال استخدام تلك التكنولوجيا في المجال القانوني كالبوابة القانونية القطرية (الميزان) والتي تُقدّم المعلومة القانونية والتشريعية بصورة سريعة ومتطورة قد وفرّت على رجال القانون والعاملين في هذا المجال ستون بالمائة من أوقاتهم والأمثلة كثيرة على العديد من المواقع والبرامج التي تُسهّل مثل تلك الأعمال وغيرها، أما الذين لازالوا يعيشون على الطريقة البدائية (نزّل الكتاب من على الرف) وتناول النظارة … ضع إصبعك محاذٍ للنقاط المتناثرة في الفهرس وتتبع الكلمة … ثم افتح صفحة كذا … الخ الخ الخ، فهم يحتاجون إلى وقت أكثر … وجهد أكبر، ولكن عندما تُستخدم بوابة إلكترونية كالميزان بكلمة واحدة بعدها ضغطة زر تجد ماتريده من معلومات … فعذراً الحياة تغيرت … والتطوير مطلوب … تعزيزاً لقوله تعالى: "وعلّم الإنسان مالم يعلم " … فتعلموا كل ما هو جديد …إعداد الكوادر البشرية وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا هو أمر مهم … هناك مسؤولين لا يعرفون أين يقع زر تشغيل الكمبيوتر (صباحكم فُل)، والمطلوب تدريبهم وتشجيعهم على ذلك مما يُفيد العمل وترك " الكسل " جانباً، فالتعليم أمر ضروري ولو بلغ الإنسان من العمر ما بلغ، تذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم "، والحكمة القائلة: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " … وفي هذا الجانب فقد تم تطبيق نظام المسار الوظيفي في الوزارات وذلك بتدريب من هو بصدد الحصول على ترقية في مراكز التدريب المُعتمدة … والأفضل أن يتم فتح باب التدريب والدورات وورش العمل بصورة مطلقة، لاسيَّما بأنها تكسر الروتين اليومي في العمل، مع ضرورة توفير كافة الطرق التدريبية على سبيل المثال: التدريب / التعليم عن بُعد، سواء لغات أو تقنية المعلومات أو موارد بشرية وغيرها من المجالات الأخرى، لصقل مهارات الموظف، كما أن إنشاء قسم للتدريب والتطوير في الوزارات أيضاً من الأمور التي تُساعد في تسهيل عملية تدريب الموظفين، إذا ما توافر فيه خبراء مختصين في هذا المجال وفريق عمل متكامل، وتهيئة المكان المناسب للتدريب والتطوير، لاسيَّما بأن هذا من صميم مسؤولية إدارات الموارد البشرية في الجهات المختلفة.كما أنه نظراً للتطور الكبير الذي طرأ على مفهوم خدمة الجمهور عالمياً يقتضي من المسؤولين تطوير الإدارات الخدمية التي تتعامل مع الجمهور كالتي تقوم بتسجيل التصرفات القانونية وتوثيق المحررات في وزارة العدل، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تُقدّم خدمات للجمهور، بحيث يأخذ شكلاً مؤسسياً منظماً على أسس علمية وإدارية مدروسة.وأخيراً اختيار القائد المناسب لشغل المناصب الشاغرة…. المطلوب اختيار أصحاب الكفاءة والخبرة وتفضيلهم على أهل الثقة، بمعنى أنه ليس كل من نثق بهم بالضرورة لديهم خبرة في مجال العمل الذين يمسكون زمام أمره، وإن توافرت الخبرة والثقة معاً في قائد يُطبّق مبدأ العدالة في العمل وإعطاء كل ذي حقٍ حقه فإنه يُعد أمراً من الأمور المطلوبة، وفي جميع الأحوال وبشكل أساس: يجب أن تتوافر في القائد أولاً الأخلاق والتعامل الحسن ومن ثم العمل وما يتبعه من أمور أخرى فيما يتعلق بالتطوير والدرجات العلمية، وقوة الشخصية القيادية ومسك العصا من المنتصف، وتعلم حل المشكلات دون اللجوء بشكل مستمر إلى سعادة الوزير لحلها، فهناك مديرون للأسف يستخدمون أسلوب الشكوى المستمرة، وذرف الدموع أمام سعادته، وتطبيق مبدأ " أنا المسيجينة أنا …أنا المظيليمة أنا " يمه منكم! ونحمد الله تعالى أولاً وأخيراً أن هناك مسؤولين مهتمين ويستجيبون لأية ملاحظة تُذكر في مجال العمل، ويتقبلّون النقد البنّاء بصدر رحب ويحاولون بقدر الإمكان إصلاح الأمور وجعلها في المسار الصحيح، وأما الآخرون نوم العوافي إن شاء الله. نقطة فاصلة: " لو دامت لغيرك … ما وصلت إليك " بس أقول.