30 أكتوبر 2025
تسجيلفي ثقافتنا، وهي ثقافة إجابة بامتياز، تحت شعار ليس بالإمكان ابدع مما كان، يذهب المرء باحثاً عن الاجابة عند من يملكها سواء كان مفتيا أو شيخا أو خبيرا، لا يراجع السؤال الذي يبحث عن اجابة له، لعله يجد فيه ما يمكن ان يجيب على ما يبحث عنه او اعمل عقله، الاجابة في ثقافتنا لها السمو والغلو بينما السؤال مزعج وفي مكانة ادنى هو وصاحبه، كثيرون الذي تساءلوا وكان مصيرهم الطرد والاحتقار، والقتل احياناً، من الطريف ان فيلسوفاً كبيراً مثل ارسطو كان يعتقد ان اسنان المرأة اقل من اسنان الرجل، واستمر هذا الاعتقاد سائدًا لثمانية عشر قرناً حتى القرن ١٦ الميلادي حين وضع عالم تشريح "فيزاليوس" هذا الاعتقاد على محك الترشيح ليجد ان اسنان المرأة مساوية لأسنان الرجل، اترك مجالاً للسؤال تغتني الحضارة وتنمو، ماذا كان مصير من يطرح سؤالا في ثقافتنا، الشيخ علي عبد الرازق وسؤال الدولة المدنية، طه حسين وسؤال الشعر الجاهلي، فرج فودة وسؤال العلمانية، اثنان طردا والثالث قتل، لانهم هددوا مصير الاجابة الجاهزة، وكان بإمكانهم ان يزيدوها ثراء بالتوسع في الاجابة، والانتقال بها من ضيق الضرورة الى فضاء الامكان الواسع، فالعمر حقيقة واحدة لكنها لا تكتمل طالما لا يزال صاحبها على قيد الوجود.