18 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة الفرح للذات

26 يناير 2023

* طبيعة الإنسان أن يأنس بوجود من يحبهم حوله، يسعد بصحبتهم ومجالستهم،، يسعد بمجالسة وصحبة من تسعد روحه معهم، ويسعى الإنسان بمختلف سنوات عمره..لرسم الفرح في حياته وأيامه بشمعة يشعلها ويطفيها.. ويهديه تغلف ليفاجئ بمتعة فتحها.. * تقديم السعادة والتفنن بها.. ونشر الفرح يتحقق من أبسط الأمور.. من خلال ابتسامة صادقة، ومشاركة فرح بتهنئة من القلب، وإهداء صادق، وكلمة طيبة.. ومشاعر نبيلة ودعاء في ظهر الغيب يتحقق به ومعه قمة روحانية العلاقات وصدقها.. * طبيعة بعض البشر..تكسب قربها بما يسبق حضورك..بهدايا ثمينة، ونفاق اجتماعي، وممارسة التطبيل والمديح على كل صغيرة وكبيرة، دون استحقاق ودون مشاعر صادقة..! هؤلاء البشر يأتون سريعا ويقتربون سريعا… ويبتعدون أسرع بحثا ووصولا لمن يحقق لهم تطبيل وممارسة النفاق وابواق الكذب ! * وطبيعة بعض البشر يعيشون سعادة يوم بل أيام وذكرى يجعلونها باقية وحاضرة أمامهم ولا يسمحون للحظة مشاعر سلبية تسلبهم هذا الفرح،.. يفرحون لموقف صادق قدم لهم، ولكلمة ثناء قيلت في حقهم، وترحيب جميل، واستقبال لحضورهم..ولهدية تحبها خطرت ببال أحدهم بما تحب، ويحرصون على اهداءه يجعلونه سببا لفرح وسعادة.. * وبعض البشر يصنعون سعادتهم بالانغماس والعيش في ذكريات الماضي، وتصفح صور وقراء كلمات وتفقد مقتنيات..غاب اصحابها وبقيت الذكرى والاشياء أمامهم، يسعون لصناعة الفرح ليومهم ولسنوات أعمارهم بما يكنزونه من كنوز الذكريات والصور والوجوه والاشياء التي لا تقدر بثمن. وبعضهم يسعى لفرح ساعة بمشاهدة ما يضحكه، وما يرسم ابتسامة بقراءة كتاب يقترب بحروفه لعمق مشاعره.. * رغم زحمة العلامات التجارية، وطول انتظار لاقتناء حقيبة..او ساعة..وزحمة الحسابات التي تتسارع في الاعلان عن وصول كميات محدودة من منتجات.. كل ذلك وأكثر لا يعدو من تشويق ولعب وتسويق يهدف المشاعر.. يسعى صاحبها لتحقيق مكاسب ويسعى الاخر لتحقيق فرح ونشوة الاقتناء ليصنع سعادة زائلة.. * اتقان فن ثقافة ايجاد الفرح.. من خلال أن يحب الإنسان الشيء ويقتنيه لذاته ولسعادة يحققها لأيامه.. وليس اقتناء ليخبر الآخرين بما يملك ومن اي فئة اجتماعية يصنف! * آخر جرة قلم: متى انشغل الإنسان بذاته.. واعتنى باختيار ما يحب بعناية، والاعتناء بتثقيف والارتقاء لروحه ومشاعره، وصحبة من هم للروح راحة.. وللقلب طمأنينة.. وللعقل فكر وارتقاء.. متى انشغل الانسان بعالمه.. وحرص عليها من تعكير مزاج.. والابتعاد عن القيل والقال.. وكثرة الهرج..واكرم ذاته بالالتفات إليها.. والابتعاد عن كل ما يزعجها، ومنحها الحب والاهتمام ومكافاتها على نجاح وإنجاز.. يكون انسانا حقا ملك ذاته.. وخلق حوله جدارا لا يمكن اختراقه، ومحاولة تعكير صفو حياته ويومه.. ومعها أدرك معنى أن يلاحظ الجمال حوله وداخله..ويعيش معاني الفرح.. وتفاصيله..ويتقن صناعة الفرح لذاته.. لينعكس فرحا على من يقترب منه، ويعيش حوله، ومن هم يسكنون فكره وقلبه..بخاطر وذكرى يجعلون احساس الفرح يصل اليهم وإن كانوا في اقصى بقاع الدنيا..