14 سبتمبر 2025

تسجيل

كان حلماً ومضى نجماً وغدا علماً !

26 يناير 2022

300 يوم متبقية على انطلاق كأس العالم!.. هل تصدقون أننا وصلنا لعام 2022 وما كنا نردده في حديثنا العابر واتخذناه شعاراً يرافق شعار المونديال في عبارة ( الوعد عام 2022 ) بتنا على مسافة أشهر قليلة منه ! من عليه أن يتخيل بأن هذا المونديال سوف يكون على أرض قطرية خليجية عربية مسلمة وشرق أوسطية ؟! وأن دولة قطر حظيت بشرف الاستضافة وتعرضت لعشرات المحاولات والمؤامرات لعرقلة طريقها نحو الهدف الذي حددته منذ أن تقدمت بملف الاستضافة الذي أبهر اللجنة المحكمة في الفيفا، وأجمع أعضاؤها أن هذا التنظيم لا يمكن أن يكون جديرا بتنفيذه بأروع مما رأوه على الورق إلا دولة تملك عقولاً مبدعة وإمكانيات عملاقة ليكون هذا التنظيم ضمن التاريخ الفعلي لبطولات كؤوس العالم ؟! اليوم لم تبق من تحقيق هذا الحلم سوى أقل من 300 يوم ويكون من يعيش في أقصى الكرة الأرضية في طريقه نحو دولة قطر التي تقع في وسط الخليج العربي الممتد على أطراف قارة آسيا الكبيرة وهي ضمن منطقة الشرق الأوسط التي يراها العالم من ضمن العالم الثالث الذي لم يرق ليكون ضمن مصاف الدول المتقدمة عسكريا واقتصاديا وسياسيا، لكنني على ثقة بأن ما نراه في قطر وما يتردد عنها في الخارج لا يمكن أن تندرج بعدها ضمن هذه المراتب التي لا أعلم من أعطى العالم تفويضا بتقييم الدول بحسب ما هو حاصل منذ عشرات السنين وليس بما أصبحت عليه الآن ومنها قطر التي باتت قبلة كل خلاف يحصل بين الدول سواء في محيطها أو من خلال إقليمها السياسي والعالم نفسه بات يرى الدوحة على أنها من تمسك عصا الدبلوماسية من المنتصف وما تقوم عليه سياستها الآن في تبني الحوار والمفاوضات بين الدول التي تسعى قطر لتغليب لغة الحوار بينها، والآن تسعى من جهة أخرى لتغليب لغة الرياضة في منحنى آخر يمكن أن يغلب هو الآخر على لغة المشاحنات السياسية، وكل ذلك يمكن أن تحققه بصورة مدهشة على بعد أشهر قليلة وتكون الكلمة الفاصلة مع صافرة البداية لأول مباراة ضمن روزنامة مونديال كأس العالم وأول صافرة تُسمع في أولى فعاليات جدول البطولة التي سوف تتحمل الدوحة مشقة الاستضافة والتنظيم والترحيب والخدمات والمواصلات واجتماع الملايين ضمن حدودها الأربعة وخطوط الطول والعرض لها. لا أخفيكم فأنا أبدو متحمسة كثيرا منذ أن سقطت عيني على اللوحة الإلكترونية التي في مدخل البرج، حيث أعمل، وقد انتحرث ثوانيها ودقائقها وأيامها لتعلن لي صبيحة هذا اليوم وأنا أدلف إلى عملي أنه لم يتبق فعلا على تحقيق حلم المونديال الذي كان بالأمس حلما وسيغدو في أواخر شهر نوفمبر القادم بمشيئة الله علما بعد أن ظل طيلة هذه السنين نجما ساطعا في السماء يراه العالم ولا يستطيع أحد لمسه أو الوصول له سوى 300 يوم فقط وأعيش أنا وأنت وهو وهي وهم وهؤلاء وأولئك وكل الناس بضمائرهم الغيبية والحاضرة هذا العرس الكروي الذي يضيف لنجاحات قطر ما يزيدها علوا وما يرفعها سموا وما يضاعفها نجاحا بحول الله وقوته وتوفيقه أولا ثم بهمم شباب قطر من المواطنين والمقيمين الذين يسعون للوصول إلى هذا الهدف وأقسموا بأن النجاح الذي خرج به كأس العرب في أواخر عام 2021 ما هو إلا عينة بسيطة لما يمكن أن يكون في مونديال 2022 وأن قطر تخفي مفاجآتها السارة للعالم يوم يقف هذا العالم بكل فئاته وأجناسه وقوف احترام للنشيد الوطني القطري وهو يُعزف باقتدار قبيل انطلاق الصافرة الأولى للمباراة الأولى التي سيكون منتخب قطر طرفها الأول باعتباره منتخب الدولة المستضيفة، وحينها سوف نقول للعالم كان حلماً ومضى نجماً وغدا علماً بحمد الله وفضله. [email protected] ebtesam777@