15 سبتمبر 2025
تسجيلالمشاريع الوطنية الكروية الناجحة في العالم يتم بناؤها على تمكين المدرب المحلي فهو أساس النجاح. كرتنا المحلية تقدم لنا بعض البوادر في تمكين المدربين المحليين ولكن بدون الإيمان بإمكانياتهم وبرنامج واضح او مشروع يرسم الطريق للمدرب فستكون مجرد اجتهادات شخصية ونجاحات وقتية. الكلام السابق ليس مجرد كلام إنشائي بقدر ماهو واقع ملموس فالمدرب المحلي - وبكل أسف- لا يجد الدعم المطلوب من الاتحاد القطري فعلى سبيل المثال قابلت أحد المدربين وهو يخوض دورة التدريب A في الاتحاد القطري وقال لي انه اضطر ليأخذ إجازة سنوية من وظيفته الحكومية كي يتسنى له حضور هذه الدورة كونها تعقد في الفترة الصباحية وتتعارض مع عمله. مثل هذه الأمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل وضع رزنامة الدورات التي هي الاخرى تحتاج الى تطوير. قبل ان اكتب هذا المقال حاولت البحث عن رزنامة الدورات في موقع الاتحاد القطري الإلكتروني ووجدت أن الصفحة لم يتم تحديثها منذ 2018، وهذا اضطرني للتواصل مع المعنيين في إدارة التطوير بالاتحاد القطري ومع الأسف اكتشفت بأنهم يجهلون التواريخ المحددة التي ستطرح بها الدورات او توقيت الدورة وهذه الأمور يتم تحديدها قبل بداية الدورة بفترة قصيرة. هذه العوائق بلا شك تعرقل الكثير من الراغبين في دخول هذا المجال. حتى لو نجح المدرب المحلي في تجاوز كل هذه العوائق والعراقيل سيصطدم بحاجز الخبرة لدينا في قطر 20 ناديا ( 12 في الدرجة الأولى و 8 في الدرجة الثانية ) والاندية تبحث عن مدرب صاحب خبرة وتجربة ولا يريدون المجازفة بتعيين "خريج جديد" وهو ما ينعكس سلباً عن طموحات المدربين الجدد الراغبين في دخول هذا المجال، لذلك نرى عزوف اللاعبين السابقين عن دخول مجال التدريب وتفضيلهم للعمل الإداري او التحليل الفني في القنوات الرياضية والفشل في جذب الشباب لدخول هذا المجال. لحل هذه المشكلة أتمنى ان يتم استحداث منصب "مساعد متدرب" ضمن الطاقم الفني للأندية ويتم تعيين النخبة من خريجي الدورات التدريبية فيه ليكون عبارة عن برنامج تدريب ميداني يكتسب منها المدرب الشاب الخبرة عن طريق الاحتكاك. فكل مدرب يأتي بطاقم تدريبي معه فلما لا يتم إلزام الأندية بتعيين مساعد "محلي" ضمن هذا الطاقم الخبير؟ هذا يعني انك ستتيح الفرصة ل 20 متدربا أن يعمل خلال موسم كامل مع الفريق الأول وسيكتسب هذا "المتدرب" خبرات ميدانية أعمق من عشرات الدورات النظرية، وعلى مدى موسم كامل سيختبر ضغوطات الموسم وظروفه وهي أمور لا يجدها في فترات المعايشة القصيرة. هذا الأمر سيلغي " شماعة " قلة الخبرة التي تستخدمها الأندية عندما تفضل المدرب الأجنبي على المدرب المحلي. ولتطبيق هذه الفكرة في الكرة المحلية نحتاج إلى إيمان من الاتحاد القطري بمخرجات إدارة التطوير وكفاءة المدربين الذين يجتازون هذه الدورات. النجاح ليس حكراً على المدرب الأجنبي والأمثلة في المنطقة تؤكد ذلك فالمدرب المحلي عندما يعطى الثقة وتتاح له الفرصة يستطيع تحقيق الكثير. هي مسألة " ثقة " لا أكثر.