10 أكتوبر 2025

تسجيل

أبناؤنا والقراءة

26 يناير 2020

انتهى معرض الكتاب السنوي،هذا المعرض الذي أحمل له محبة وتربطني به علاقة قوية كونه يمثل لي منبعاً للفكر وخزانة وفيرة بالمعلومات والقصص الشيقة والأفكار الجميلة، وكماً من الحكم والنصائح التي أفرزتها عقول المفكرين والكُتَّاب وخاصة أن دولتنا الغالية لم تجعل هذا المعرض مكانًا لبيع الكتب وشرائها وعرضها لمن يريد القراءة فقط، ولكنها جعلت فيه جانبًا للنقاش والحوار من خلال المحاضرات والندوات التي تقام على هامشه. والحمد لله كان المعرض ناجحا بكل المقاييس من خلال ما قرأت عنه وسمعته من الذي زار واقتنى منه الكتب، وللأسف لم تتح لي الفرصة لزيارته لوعكة صحية أمر بها ووجودي في الخارج. عرفت قطر أهمية القراءة والاطلاع منذ بدايتها، وكانت مجالس حكامها وعلمائها لا تخلو من أمسيات ثقافية وأدبية ودواوين حكام قطر ورجالها الأولين تشهد بذلك، وعملت وزارة المعارف والتعليم والتربية والآن التعليم والتعليم العالي على تشجيع الطلاب والطالبات على القراءة وإيجاد حصة للمطالعة، وما أروعه من وقت حين كانت تصطحبنا مدرسة اللغة العربية إلى المكتبة حيث كنت أنسى نفسي وأنا أقراء قصص الأطفال ثم مجلدات الهلال وروايات المنفلوطي الذي قرأت له العبرات في الصف الرابع الابتدائي، كما لا أنسى مكتبة عمي في بيتنا المحفور لها في الحائط المليئة بنفائس الكتب وكانت سعادتي عندما أدخل غرفته لأقرأ منها. أتذكر هذا وأتألم لحال أبنائنا الذين لا يقرأون ولا نرى في أيديهم كتاب بل أجهزة صامتة يتلقون منها ما لا ينفع، بل أصبح الأطفال لا يأكلون ولا يكفون عن شقاوتهم إلا ولديهم جهاز يعبثون به، لم يعد للقراءة مكان لديهم حتى الكبار منهم اللهم إلا من رحم ربي وأعطاه طول البال للقراءة. أن على الأسرة والقائمين على العملية التعليمية زيادة جرعات التوعية بأهمية القراءة والاطلاع وإقامة المسابقات في ذلك. والحرص على أن يقرأ الأبناء الكتب والقصص ومن ثم مناقشتهم فيما قرأوا وإبداء الرأي وبذلك نساعدهم على حب القراءة، فما أجمل أن نرى أطفالنا يتبارون في القراءة وليس في (الفورت نايت). فقد سمعت بالأمس أن هناك محلا للألعاب الإلكترونية أجرى مسابقة للكبار والصغار في هذه اللعبة وكان هناك فائزون وخاسرون، وحينها بادر حفيدي الذي لم يتعد السادسة من عمره قائلا: أنا أحسن منهم في اللعب وسوف أفوز عليه لو شاركت.!! فلا تتركوا أطفالنا يبتعدون عن ما بدأت به رسالة الإسلام حين نزلت الآية الكريمة على رسولنا الكريم (أقرأ). [email protected]