11 سبتمبر 2025
تسجيلأكدت سموالشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطرللتربية وتنمية المجتمع، خلال افتتاح منتدى الدوحة للنهوض باللغة العربية، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه اللغة العربية في عالمنا الحالي، ويكاد على رأسها وفي المقدمة أنه لم يتم استثمار التقدم العلمي الهائل، وبالأخص في مجالات التعليم والإعلام والاتصالات، وذلك في تنمية التنشئة اللغوية لهم، وتم تركهم يستخدمون لغات أخرى، حتى في مخاطبة أولياء أمورهم، ويليها الاستخدام السلبي لتقنيات التواصل، أدى إلى الإضرار باللغة العربية واستبدال اللغة العربية باللهجات العامية وعزوف الأطفال عن القراءة وضعف مناهج وطرائق التدريس وغيرها من الأسباب التي تم ذكرها، إضافة إلى تعايش مع واقع عربي مؤلم أدى إلى غربة اللغه العربية كلغة أم في وطنها العربي، ما يمثل خطر كبيرا على الهوية العربية والثقافية والدينية والعرقية مستقبلا، وستفقد حصنها اللغوي وأن الأمم تتحصن بلغاتها قبل أي شيء آخر، وأن العربية بالنسبة لنا كما وصفها العقاد هي الهوية الواقية، ويكاد هذا ما نراه بالغرب عندما نذهب إلى أوربا ونرى مدى تمسكهم بلغاتهم وهويتهم في كافة المعاملات ويجبرونك على التحدث بلغتهم الأم رغم صعوبتها، وربما تتحدث اللغة المتعارف عليها عالميا ولا يعطونك أي أهمية إلا إذا تحدثت بعض المرادفات والكلمات للغتهم الأم، وهل هذا نراه في مجتمعاتنا العربية مع الانفتاح الثقافي والتكنولوجي وتوافد العديد من اللهجات والثقافات والجنسيات واخترقت كافة المجالات الأسرية والتربوية والثقافية واخترقت حياتنا الفكرية والثقافية والمجتمعية والإعلامية وحتى الشبكة العنكبوتية وأصبحنا نتباهى بتعدد اللغات التي تلقيناها من الداخل والخارج، ويسعد بنا الآخرون عند التحدث بها وغابت معها مهابة اللغة العربية وأصبحت ثقافة مجتمعية تحيط بنا من جانب ويتلقاها الكبير والصغير، وخاصة الناشئين ونحن لم نفرق ما بين ضرورة تعلم أكثر من لغة وعلى رأسها اللغة الإنجليزية لمواكبة العصر من تحديات واتساع آفاق علمية، وما بين الاحتفاظ باللغة العربية الأم، وعلى العكس تماما أصبحت اللغة الإنجليزية حديث الساعة في الأسرة والعلاقات الاجتماعات، وعند الحوار كلمة عربي وعشرة لغة إنجليزية، والأجمل إذا كانت هناك خادمة آسيوية أو تتحدث الإنجليزية أو لغة وطنها الأم ويليها كافة المعاملات أصبحت تتطلب بالمقدمة اللغة الإنجليزية في تخليص معاملات تجارية أو استهلاكية أو الطلب لوظيفة وغيرها من المعاملات وأصبح الناشئون يتلقون كل هذه التحديات في البيئة الأسرية ومعاناة وثقافة الأسرة والمجتمع بأنه إذا لم تكن تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة فلا قيمة لك اجتماعيا وعلميا في المجتمع وغرس القيم الثقافية المتعلقة بذلك داخل نفوس الأبناء، والسؤال هنا كيف سيقدر الأطفال والناشئون قيمة اللغة العربية والهوية الثقافية بعد ذلك، ويليها دور التعليم ووجود العديد من التربويين غير الناطقين باللغة العربية وربما الإنجليزية أو غيرها وأصبح الطفل يتلقى لغتين الإنجليزية ولغة موطن المعلم ويتم ربطها بالجانب اللغوي الوطني الضعيف بهويتية، ومن زاوية أخرى، ما مصير أبناء الدبلوماسيين ومتطلبات حياتهم العملية حيث الغربة والبعد عن اللغة الأم والهوية الثقافية والعرقية وامتزجوا بثقافات غربية أخرى وعند انتهاء مهام البعثات الدبلوماسية ترى صدام الأبناء مع الهوية الثقافية ولغتهم الأم، وربما رحل الكثير أو بحث مرة أخرى للعودة إلى الخارج لعدم القدرة على التكيف وعدم ارتباطه بالوطن، لا لغويا ولا ثقافيا وتتحدث معهم وكأنك تتحدث مع شخصية أجنبية بحتة، وحتى عديد من الفعاليات التراثية والثقافية التي تقيمها الجهات الرسمية المتعلقة بذات الجانب، تجد مضمون الفعالية فقط لدى القائمين والمتلقين من الناشئين هو الجانب الترفيهي وتردد كثير من الأغانى أو لبس الملابس التراثية وغياب القيمة الفعلية لما تحمله من قيم الهوية الثقافية والوطنية وتعزيزها في نفوس الأبناء، وكأنها إحياء للتراث والثقافة من نمط معين ويتلقاها الناشئون بهذه الزاوية فقط، ولذا فنحن بحاجة ماسة إلى ثقافة مجتمع بالدرجة الأولى تسلط الضوء على مكانة ورفعة اللغة العربية والهوية الثقافية بصورة مكثفة وتسليط الأقلام والإعلام المرئي والاجتماعي بصورة كبيرة وتواكب التحديات بصورتها الواقعية أفضل من ذلك لارتفاع نسبة الوعي المجتمعي وربطها بثقافة المجتمع والتحديات اللغوية التي تواجهها بصورة أكبر تلو الأخرى حفاظا على مكانة وأهمية اللغة العربية والهوية الثقافية والتراثية، ونحن قادرون على ذلك.