27 أكتوبر 2025

تسجيل

اطلبوا العلم ولو في الصين

26 يناير 2016

فكرة رائعة تلك التي أطلقتها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، لترسيخ مفاهيم الثقافة مع العالم الخارجي، وذلك بنقل الثقافة القطرية إلى العالم وجلب ثقافات العالم إلينا، في إطار برنامج العام الثقافي لاستقطاب أجمل الثقافات العالمية إلى قطر، والتي بدأت دوران عجلتها في عام 2012 وما زالت تتفاعل سنوياً باستضافة دولة من الدول صديقة من الخارج، لتشكل تلك الأعوام الثقافية مبادرة تاريخية هدفها تعميق التفاهم بين الأمم وشعوبها، من خلال الأنشطة المشتركة لتبادل الفنون والثقافة والتراث والرياضة. أول تلك الأعوام الثقافية استهل بالعام الثقافي قطر ـ اليابان 2012، ثم قطر ـ المملكة المتحدة 2013، وتوالت بعد ذلك الأعوام الثقافية فكان التسلسل قطر ـ البرازيل 2014، وقطر ـ تركيا 2015، وهذا العام قطر ـ الصين 2016. وقد نجحت الكثير من الفعاليات التي أقيمت في إطار أعوام الثقافة، في تحقيق أهدافها، وجذب أعداد ضخمة من الجمهور.وامس الأول (الاحد) كان موعد انطلاقة حفل تدشين فعاليات العام الثقافي قطر ـ الصين 2016، على مسرح الدراما في الحي الثقافي (كتارا)، حيث تم تقديم عدد من العروض الخاصة التي عكست التراث الثقافي الغني للدولتين، ويضع القائمون على السنة الثقافية الحالية في اجندتهم، أن يشهد هذا العام الثقافي (قطر ـ الصين 2016) مجموعة من الفعاليات والأمسيات التي تلائم كافة أطياف المجتمع في قطر والصين. من الطبيعي أننا سنرى ونشاهد ثقافة جديدة على مجتمعنا، ثقافة مؤسسة على تراكمات تاريخ موغل في القدم، وبالتأكيد فإن الأهداف المرسومة من القائمين على هذه السّنة الثقافيّة الصينيّة، تصب في رفع درجة العلاقات الإنسانية بين الشعبين الصديقين، بالإضافة الى الاستفادة من سقف التّبادل الثقافي والتّواصل الحضاري في مجالات مختلفة، ترسيخاً إلى ما يشكله التعاون الاقتصادي من أهمية للجانبين، والذي هو شريان الحياة لتنمية الجوانب الأخرى، ومنها الجانب الثقافي الذي يحتاج إلى تطوير المعارف وتبادلها. إن الحوار الثقافي بين دولة قطر والصّين يعبر عن الرّغبة المشتركة في ترسيخ الحوار العربي ـ الصّيني، والانفتاح على هذه الحضارة التي تلتقي في جوانب كثيرة مع الحضارة العربيّة، سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، قال في كلمة الافتتاح: "إن السنة الثقافيّة الصينيّة تسمح لنا بالعمل المشترك، ومن بين أدواته التّعريف بالإبداعات الثقافيّة في شتّى الأصناف بين البلدين، ووضع آليّة دائمة لتفعيل حركة التّرجمة للمؤلّفات، والكتب من كلتا اللّغتين، لما لذلك من أهميّة في تعميق معرفة كلّ طرف بالآخر. والاهتمام بالمحافظة على التراث التاريخي والثقافي للجانبين، وتبادل التّجارب والخبرات بينهما في هذا المجال".نقتطف جزءاً من كلمة سعادة وزير الثقافة لجمهورية الصين "لوه شوقانجنج" الذي قال فيها: "إن هذه المشاركة تسهم في مواصلة تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين قطر والصين، مما يعمق أسس التعاون بين البلدين، في البناء المشترك لطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وبفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبين الصيني والقطري، لأكثر من سنة واحدة، تسير كل الأعمال التحضيرية للسنة الثقافية بشكل سليم. وإن شاء الله، سيُقِيمُ الجانبان معاً أكثر من ثلاثين فعالية ثقافية مهمة، في هذه السنة"."إنّ مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وما هذه السّنة الثقافيّة إلاّ خطوة من خطواتنا المشتركة، في مجرى صداقتنا الطويلة" حمد بن عبدالعزيز الكواري.. هذا ما لزم وسلامتكم.