13 سبتمبر 2025

تسجيل

انتهت المشـاريـع وبقـى الإرث

25 ديسمبر 2022

حينما أُسست اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، والتي عُنيت بتنظيم كل شاردة وواردة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، والتي انتهت مراسمها الفخمة والرائعة في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، الذي توافق مع اليوم الوطني للدولة، كان الجميع يسأل وقتها ماذا يعني مسمى هذه اللجنة وماذا يعني بالإرث الذي أعقب كلمة المشاريع؟، ومن أين جاءت هذه التسمية التي كان يمكن اختصارها باللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وينتهي الأمر حتى هذا الحد وكفى؟ لا لأن ما بدأ الناس بفهمه في هذا المسمى العميق في معناه والمستدام في أصوله، فالمشاريع الضخمة التي أُنشئت منذ بداية الاستعدادات الحثيثة التي انتفضت عنها الدولة عقب فوزنا المستحق باستضافة مونديال قطر 2022 في إعلان عالمي وقطري في الثاني من ديسمبر عام 2010 في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم قد تحققت جميعها وما بات العالم يحسبه لكأس العالم فإننا في قطر نحسبه للمستقبل كله وما تحقق من نجاح منقطع النظير ولمسه وشاهده العالم بأسره لمونديال كأس العالم على أرضنا فقد كان نجاح دولة وشعب وقيادة وتخطيط وسهر وتدبير وتفكير ومشاريع كانت حتى قبل إقامة كأس العالم مجرد أوراق ورسومات ومخططات ورقية حتى تحولت إلى مترو ممتد في كافة أنحاء البلاد وبنية تحتية قوية ضاربة حتى أعماق الأرض وعمران يطاول السحاب علواً ومتانة ومؤسسات معنية باختصاصات لترتيب شؤون البلاد والعباد معاً، وتأسيس أماكن سياحية على أعلى المستويات للوصول إلى ما شهدناه من إعجاب منقطع النظير من قبل ملايين المشجعين الذين حضروا إلى قطر وفوجئوا بجمال بلد كأس العالم الذي كان حتى قبيل صعودهم الطائرات المتجهة له لا يعرفون شيئاً عنه وكأنهم ذاهبون للمجهول تماما. ولذا فإن كل هذه المشاريع التي أُقيمت وكانت من ضمن مهام هذه اللجنة أن تنسق لوجودها وتفعيلها ضمن احتياجات إقامة كأس العالم بالصورة التي خُطط لها مع باقي الجهات المعنية في الدولة باتت اليوم وبعد انتهاء الحدث الكروي العالمي إرثاً يجب المحافظة عليه واستدامته بيننا وتطويره واستكمال باقي مراحله بما يمكن أن يطور البلاد سواء في اتساع تمديدات شبكة المترو الضخمة التي أصبحت اليوم عادة يومية لعشرات الآلاف من الناس في قطر والقادمين لها أو حتى في بناء ما يمكن أن يصطف بجانب كل هذا ليكمل منظومة الدولة الحديثة والمزدهرة، والتي تقوم على دولة قامت بما يجب عليها إزاء التحديات التي تمر بها أو تقام على أرضها، ولكن التحدي الحقيقي هو الحفاظ كاملاً على هذا