10 أكتوبر 2025

تسجيل

علمني اصطياد السمك

25 ديسمبر 2019

ترتبط مدن الصين بشبكة من السكك الحديدية منذ عقود طويلة، ولكن القطارات الصينية كانت بدائية وتسير بسرعات متوسطة لا تزيد عن ١٦٠ كلم/الساعة، فأرادت الحكومة الصينية مواكبة التطور واستخدام قطارات فائقة السرعة. وفي عام ٢٠٠٤ أبرمت وزارة السكك الحديدية الصينية عقداً مع شركة Alstom، أهم وأكبر شركة قطارات فرنسية، لتصنيع ٦٠ قطاراً للصين. وفي العام الذي يليه أبرمت الوزارة عقداً آخر مع عملاق الصناعة الألماني Siemens لتصنيع مجموعة أخرى من القطارات السريعة المتطورة والتي تصل سرعتها إلى ٣٠٠ كلم/الساعة. وفي العقود المبرمة بينهم ألزمت الوزارة الشركتين أن يكون تصنيع القطارات داخل الأراضي الصينية، واشترطت نقل الخبرة التقنية للمهندسين الصينيين. وبعد انتهاء المشروع، تكونت شركة حكومية اسمها CRRC، والتي أصبحت لاحقاً أكبر شركة لتصنيع القطارات في العالم، بل وتتفوق في حجمها ومبيعاتها على الشركتين الأوروبيتين مجتمعتين، وأصبحت تصدر القطارات السريعة إلى خارج الصين. ولم تتوقف هنا، بل وطورت صناعتها، ومؤخراً أعلنت عن تجربة قطار تبلغ سرعته ٦٠٠ كلم/الساعة! هذه الشراكة مع الشركات الأوروبية لم تمنح الصين احتياجاتها الآنية للقطارات فقط، بل جعلتها في مصاف الدول المصنعة للقطارات، ودخلت في تنافس مباشر مع الشركات الأوروبية التي كانت لعقود طويلة متربعة على عرش صناعة القطارات. قال حكيم: لا تعطني سمكاً مشوياً، بل علمني اصطياد السمك. فلو رغبت في تناول السمك، وأعطاك شخص سمكة مشوية، فهنا ستشعر بالامتنان، وستشبع حاجتك الآنية، ولكنك ستعتمد عليه في كل احتياجاتك المستقبلية، بينما لو علّمك هذا الشخص طرق وأسرار صيد الأسماك، فسيستغرق ذلك وقتاً طويلاً وسيتطلب منك جهداً كبيراً، ولكنك في النهاية ستتمكن من الاعتماد على نفسك مستقبلاً. لذلك فمن المهم الانتقال من خانة «المستهلك» إلى خانة «المُنتِج». Twitter: khalid606 [email protected]