17 سبتمبر 2025

تسجيل

ارتمى في حضن ماضيه ولم يعد

25 ديسمبر 2018

الرجل الخاص كما أطلق على نفسه عندما وصل لانجلترا مع تشيلسي بدأ يفقد بريقه وتتساقط نقاط قوته تزامناً مع تساقط اوراق الشجر في فصل الخريف. مورينيو يُصنف كمدرب دفاعي براغماتي واقعي يبحث عن ردة الفعل قبل الفعل ويفكر كيف يوقف نقاط قوة الخصم قبل أن يضع استراتيجية الهجوم وهو صاحب الرقم القياسي في البريميرليج كأقل فريق استقبل اهدافاً في الموسم بـ 15 هدفا في موسم 04/‏05. في هذا الموسم مانشستر يونايتد هو أكثر فريق استقبالاً للأهداف من اصحاب المراكز العشرة الاولى بل هو خامس اكثر فريق استقبل اهدافا في الدوري مع رباعي مناطق الهبوط « فولهام ، بيرنلي ، كادريف و ساوثهامتون « ، لم يكن الدفاع نقطة القوة الوحيدة التي فقدها مورينيو بل ان ملعب فريقه الذي طالما كان مصدر رعب للخصوم لم يعد كذلك فنتائج اليونايتد هذا الموسم خارج الديار افضل نسبياً من نتائجه على ملعبه. مشاكل مورينيو في اليونايتد ليست مقتصره على اداء الفريق وشكله الباهت على ارضية الملعب بل انها امتدت إلى غرفة تبديل الملابس فالمدرب الذي كانت علاقته مع اللاعبين غير قابله للاهتزاز وكان كالجنرال العسكري ولاعبيه جنود أوفياء مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجله والذي قال عنه زلاتان ابراهيموفيتش «انا مستعد لأن أقتل من أجله» فقد السيطرة على أبرز نجوم الفريق على رأسهم بول بوغبا الذي تجرأ على انتقاد اسلوب مدربه امام الاعلام بعد تعادل اليونايتد امام ولفرهامتون قائلاً «عندما نلعب على أرضنا ينبغي أن نهاجم ونهاجم ونهاجم». ليس بوغبا فحسب بل أيضا ايدن هازارد لاعب تشيلسي انتقد اسلوب مورينيو المتحفظ سابقا. عندما عاد مورينيو لتشيلسي بعد فترة مليئة بالمشاكل في مدريد صرح للإعلام بأنه أصبح «الرجل السعيد» حيث عاد إلى المكان الذي يشعر فيه بالحب والاحترام إلا ان هذا الحب لم يستمر طويلا ففي موسمه الثالث عانى مورينيو من «متلازمات الموسم الثالث» فبعد بدايه الموسم بفترة قصيرة قام بطرد طبيبة النادي الدكتورة ايفا كارنيرو التي قامت لاحقاً برفع قضية عليه. وانقسمت غرفة الملابس مابين مؤيد ومعارض له كما حدث سابقا في مدريد ويحدث الآن مع اليونايتد. مما اضطره للخروج لوسائل الاعلام بتصريحه الشهير «اشعر بأن تمت خيانة عملي من قبل اللاعبين» قبل اقالته من منصبه. السيناريو المتكرر للأحداث في تجاربه الاخيرة يجعلك تشعر بأن خللا ما اصاب مورينيو ويحتاج إلى فترة نقاهة بعيدا عن كرة القدم وأن يتكيف مع شخصيات لاعبي الجيل الحالي التي تختلف عن الجيل السابق. مورينيو بعد تجربة ريال مدريد ليس كما كان قبلها ، فقد السيطرة على غرفة الملابس في آخر 3 تجارب تدريبية له وبدأ يفقد بريقه وقيمته. سقط مورينيو مرة اخرى وهو من يرى دائما بأنه على حق ويخلق لذاته مبررات غير صحيحة ويؤمن بها ويقنع الآخرين بأن الاخطاء لا يتحملها وليست منه. تأكد بأنه لن يستقيم وهو من يخلق لعمله منحنيات، مورينيو ناجح حارب ذاته.