13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); * الإعلام القطري أمام تحدٍ كبير في مقاومة المد الهائل من الاستقطاب والتشويه والتحريف* سأعمل جاهداً بالتعاون مع فريق الشرق المحترف لصنع أفكار لنظل المصدر الموثوق للمعلومات بسم الله وعلى بركة الله بدأت مرحلة جديدة في مسيرتي المهنية مع صحيفة الشرق، وأسأل الله تعالى أن يعينني على هذه المسؤولية الجسيمة، وأن أكون أهلاً لهذه الثقة الكبيرة.الحمد لله أننا نعيش في دولة قطر، وننعم بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى — حفظه الله — وجهود المخلصين من أبناء الوطن، كل في عمله ومجاله، وهذا الاستقرار شكل بيئة مناسبة ومحفزة للنهوض بالدولة في شتى المجالات، وجعل كل مخلص على أرض قطر يعمل بجهد واجتهاد؛ لتحقيق رؤية الدولة (قطر 2030)، وبالمناسبة قطر تعد من الدول القليلة في العالم التي تملك رؤية تعمل للوصول إليها.***في عام 1996 وجدت الأستاذ ناصر محمد العثمان، عميد الصحافة القطرية، فجأة أمامي في قصر المنتزه بمدينة الاسكندرية، وكان يومئذ رئيساً لتحرير الشرق، وكنت وقتها طالباً في الجامعة، ووجدتني بدون تفكير اتجه إليه وأعرفه بنفسي، وبأنني طالب أدرس الصحافة بالجامعة، وأرغب في التدريب العملي معه خلال الصيف، وفي الحقيقة رحب بي الأستاذ ناصر وفتح المجال لي للتدريب العملي في الشرق خلال إجازة الصيف، وعملت بالفعل في ديسك الاخبار، واكتسبت هناك خبرات مهنية مهمة، وتعرفت كذلك على مصطلحات صحفية مختلفة من أرض الميدان، وكذلك أضفت إلى حصيلتي العلمية صياغات متطورة للأخبار والقصص الخبرية، وتعلمت كيف يصنع الخبر، وكيف يجهز حتى يقدم للقارئ.وبعد انتهائي من دراستي الجامعية في عام 1999، كان الأستاذ ناصر قد انتقل إلى صحيفة الراية رئيساً للتحرير، وفور وصولي إلى الدوحة توجهت إليه وبدأ مشواري المهني والعملي في الراية منذ ذلك التاريخ بوظيفة محرر في قسم المحليات، ثم صعدت السلم الوظيفي درجة درجة، من نائب رئيس قسم المحليات وصولاً إلى مدير تحرير ونائب رئيس التحرير، وأكن لصحيفة الراية الكثير من الفضل؛ لأنها قدمت لي خبرات صحفية مهمة، وكنت محظوظاً برؤساء تحرير مهنيين ولديهم استعداد لتقديم الدعم الكامل لشباب الصحفيين، كما حظيت بزمالة صحفيين وإداريين ومخرجين محترفين ومخلصين في عملهم، فلهم مني جميعاً كل الشكر والتقدير.***في الحقيقة المشهد الإعلامي، العالمي عموماً والعربي على وجه الخصوص، يمر بمرحلة معقدة جداً وضبابية ويشوبها التشويش والتشويه؛ بسبب ضعف الاعتماد على المهنية ونسف مواثيق الشرف الصحفي، وبدلاً من ذلك عملوا على أن يكون نظام الولاءات والتحزب وتصدير المصالح المؤقتة على حساب المصلحة العامة هو من يتصدر المشهد، ولم يسلم الإعلام بصورة عامة من حالة الاستقطاب السياسي، التي استشرت بشراسة في وسائل إعلام كنا نعتقد حتى فترة ليست ببعيدة أنها مدارس صحفية؛ لتتحول بعد ذلك إلى دكاكين تبيع الخبر والتحليل والتقرير لمن يدفع أكثر!! ونتيجة لذلك تحول النقاش في هذه الوسائل إلى ساحات لتصفية الحسابات وتخوين الآخرين؛ وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى وجود أزمة ثقة لدى المتلقى، الذي هو العنصر الأساسي من عناصر الرسالة الإعلامية، واتجه المتلقى إلى وسائل أخرى تقدم له معلومات موثوقة ومجردة، والبعض وجد ضالته في الصحافة الأجنبية التي تدافع عن مصالحها، ولكن بطريقة أكثر احترافية، حيث إنها تدس السم في العسل بطريقة لا تمكن القارئ البسيط من معرفة أهدافها بوضوح، بينما اتجه قطاع آخر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، واعتمدوا عليها بالكامل في متابعة الأخبار والمعلومات الغائبة عن الإعلام العربي الرسمي، وهناك في هذه الوسائل طرأت تغييرات كبيرة في كيفية صنع الأخبار وتوجيهها لمصالح معينة، وأدى ذلك إلى خلط بين المعلومة الحقيقية والمفبركة، ولم تسلم الصور من ذلك، حيث تخضع في معظم الأحيان إلى تعديلات تعمل على تزييف الحقائق والواقع؛ من أجل تمرير فكرة أو تمجيد فريق أو حزب على حساب آخر، أو ربما تشويهه وحشد الكره لما يقوم به الطرف الخصم.أمامنا في الإعلام القطري تحدٍ كبير في مقاومة هذا المد الهائل من الاستقطاب والتشويه والتحريف، ولا نستطيع مواجهته إلا إذا حصَّنا المجتمع بالمعلومة الصادقة والمعالجة الحقيقية للمعلومات والسرعة في إيصالها، وقد قطعت الصحف والإعلام المحلي بكل وسائله شوطاً كبيراً في ذلك، بعد أن أدركت هذه الوسائل أن الصواب هو في أن تصل إليهم قبل أن تصلهم المعلومات من مصادر غير موثوقة، مبنية على نقل سوالف المجالس أو سماعية، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم ما يقال في المجالس غالباً ما يكون أساسه صحيحاً، ولكن لغياب النشر أو التحفظ منه يبدأ المتلقون في التحليل والإضافة والتعديل؛ إلى أن يتضخم الخبر بصورة سلبية، وكان يمكن احتواء ذلك بنشر المعلومة الصحيحة فوراً.قبل الختام أود أن أؤكد أن الإعلام القطري قطع شوطاً كبيراً من التميز في ظل الظروف السياسية والإقليمية التي تحيط بنا؛ وهذا بفضل تضافر جميع الجهود في الحقل الإعلامي ولا أنكر الدور الكبير، الذي تقوم به المؤسسة القطرية للإعلام والصحف ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أدركوا أهمية صناعة الوعي للمتلقي وخطورة تركه فريسة للإعلام الموجه، الذي يسير لمصلحة أجندات، ينبغي لنا ألا ننجر وراءها، وحققت هذه الجهود نتائج إيجابية وخاصة في وسط الفئات السنية المستهدفة سريعة التأثر من فك خفايا هذه الأخبار والكمية الهائلة من المعلومات، ولحسن الحظ أصبح قطاع كبير منهم يملك الوعي لفلترة ما يقرأ وما يشاهد.ومن باب دور صحيفة الشرق في تعزيز دور الإعلام القطري والنأي به عن هذه الدوافع والنوايا البائسة، فإنني سأعمل جاهداً بالتعاون مع فريق الشرق المحترف والقوي لصنع أفكار وموضوعات صحفية مميزة بإذن الله، وسنعمل جاهدين في أن تظل الشرق هي المصدر الموثوق للمعلومات، كما سنعمل على مواصلة تميز الشرق في طرحها القوي والجريء، الذي يخدم أهداف الوطن والمواطن وكل من يقيم على أرض قطر، التي نعتبرها جميعاً هي الأساس وهي التي نضعها نصب أعيننا وهي التي نعمل جميعاً لرفعتها، وسنبذل في الشرق كل الجهد لإيصال وتوضيح وتدعيم وجهة النظر القطرية، التي أسست مدرسة جديدة في السياسة الدولية، تقوم على الإنسانية قبل المصالح، وقد اتضح ذلك بصورة كبيرة في دعم قطر للقضية السورية، والموقف الثابت والتاريخي من القضية الفلسطينية.***يسعدنا في الشرق أن نعلن عن فتح جميع الأبواب لاستقطاب المواطنين للعمل في كل الفنون الصحفية من تحرير أو تصميم أو إخراج أو تصوير أو رسم، كما أن الشرق يسعدها استقبال طلاب وطالبات الإعلام أو التخصصات المشابهة لممارسة التدريب العملي في جو صحفي احترافي، وستقوم بدعم كل من يرغب في العمل أو التدريب بكل أشكال الدعم، وفي هذا السياق أود أن أشكر إدارة التطوير الإعلامي في المؤسسة القطرية للإعلام، التي وفرت بيئة عمل مناسبة ومشجعة للصحفيين القطريين للعمل في الصحف، وتعمل الإدارة على تطويرهم وتحفيزهم وإخضاعهم لدورات تدريبية، وتعمل على تحقيق الاستقرار الوظيفي لهم بمميزات مادية ومعنوية عديدة.***شكراً لمن علمني حرفاً، كل الشكر والعرفان والامتنان لوالدي، حفظه الله، والشكر لكل من دعمني وشجعني ووقف بجانبي حتى وصلت إلى ما أنا عليه. أتمنى من الله عزوجل أن يعينني على هذه المهمة، وأرجو من الجميع تقديم الدعم لي وللصحيفة؛ حتى تبقى الشرق كما عهدتموها دائماً هي جريدة أهل قطر.