12 سبتمبر 2025

تسجيل

معارك العراق وسوريا.. توسيع نطاق الحرب!

25 ديسمبر 2015

أصبحت المعارك الجارية في العراق وسوريا، نقطة صدام وتفجير خطرة بين دول الإقليم، وباتت شراراتها تهدد بحروب من نمط آخر أشد تدميرا. وإذا كان هناك من حاول استثمار تلك المعارك لتعميق دوره أو نفوذه في داخل الدولتين على حساب مصالح شعوبها – دعما لنظم طائفية وديكتاتورية -فالأمر ذاهب الآن إلى حالة بالغة التعقيد والتشابك، قد تحدث دفعا نحو حروب تطاله.. وإذا كان تقاطر الطيران الحربي من مختلف الدول الكبرى، وفتح المساحات لأوسع عملية دخول للميلشيات والمجموعات القتالية، لتوسيع الأزمتين وصولا إلى مفاوضات تقسيم المصالح عبر طاولات المفاوضات المتنقلة من هذا المكان إلى ذاك، فالمؤشرات تتكاثر على توسع حالتي الأزمة هنا وهناك، وتخطي الأوضاع مرحلة تقسيم المصالح والدور والنفوذ بين القوى الدولية – في هذه المرحلة- بسبب احتمال الاندفاع نحو حروب قد ينتج عنها إعادة تشكيل أوضاع وحدود ودور القوى الإقليمية الكبرى ذاتها – وبما يطال الدول الكبرى- وذلك ما يبدو واضحا في توجهات بعض الدول الكبرى لتحويل أزمتي العراق وسوريا إلى نمط من الصدام الإيراني-الروسي، ضد تركيا. وإذ تكفلت إيران بوضع نفسها في حالة الصدام المتوسع مع الدول العربية والإسلامية بسبب مطامحها الاستعمارية وإذ اعتمدت نمطا عسكريا ميليشياويا متمددا لإدارة الصراعات داخل المجتمعات العربية، فالأمر قد يفضي إلى صدام عسكري كبير أيضا!لقد جرت المعارك في سوريا والعراق،كحالة من حالات التغيير الداخلي أو الصراع على الحكم عن طريق القتال – بين الشعوب والحكام- ثم تطور الأمر إلى نمط من الحروب بالوكالة إذ جرت أعمال مساندة للحكام ضد شعوبهم من قبل بعض الأطراف الاستعمارية، وبعدها جرت المفاوضات بتدخلات دولية بدا أنها تستهدف حل الأزمة الداخلية في كلتا الدولتين. لكن الماثل أمامنا الآن، هو مشهد آخر، إذ المعارك باتت تتوسع وتتعمق حتى أصبحت حالات لفرض المصالح الدولية، وقد جاء العدوان العسكري الروسي على الشعب السوري، ليحول الأزمة السورية إلى حالة صراع روسي إيراني، ضد تركيا -بسبب دعمها لحراك الشعب السوري -ومثله يجرى الآن في الحالة العراقية التي أنتجت صراعا مفتعلا هو الآخر ضد تركيا.أما المفاوضات التي جرت في بداياتها لحل أزمة صراع داخلي هنا أو هناك، فقد صارت تجرى الآن تحت عناوين دولية وتحت قيادة كل من روسيا والولايات المتحدة. وفي جانب آخر، فقد تحولت الأزمتان السورية والعراقية إلى حالة مواجهة للدور والنفوذ والوجود الاستعماري الإيراني، وهو ما قد يتطور ليصبح حالة صراع إقليمية كبرى.وبلغة أخرى، فإذا طرحت إيران مشروعا لتغيير التوازنات الإقليمية على حساب الدول العربية – وصولا إلى وضعية إعادة تشكيل إمبراطوريتها الفارسية حسب تصريحات رسمية علنية قاطعة - وصارت تدفع بالخلافات الطبيعية داخل الدول العربية، وتحولها إلى حالات اقتتال أهلي،استغلتها لتوسيع دورها وسيطرتها في الإقليم – ووصل الأمر إلى تشكيل حالة من حالات الاستعمار الاستيطاني الصريح في العراق وسوريا- وهو ما أنتج قلقا حقيقيا وشعورا بالتهديد،أدى إلى حالة استنفار عربي وإسلامي لمواجهة ما تقوم به إيران، بل لإنهاء أو انتزاع ما حققت ليس فقط على الأرض العربية –كما هو الحال في اليمن -بل في داخل معظم الدول الإسلامية. وبذلك صارت إيران في وضع اشتباك يدفعها يوما بعد يوم حد الورطة الإستراتيجية، والأخطر أنه بات ينتج حالة إجماع على ضرورة مواجهتها.وإذا اتخذت تركيا موقفا مساندا لحراك الأغلبية في المجتمعات العربية التي نهضت خلال ثورات الربيع العربي.. إلخ، فقد جاءت روسيا بقواتها لمواجهة هذا الدور التركي. لقد نزلت روسيا بقواتها في سوريا لإنقاذ الأسد وإيران وميلشياتها من الهزيمة أمام الثوار، لكنها سرعان ما تحولت لشن حرب كسر عظم ضد تركيا.وبذلك تحولت معركتا سوريا والعراق من حالة الصراع الداخلي والإقليمي على أرض البلدين،إلى وضعية تصدير الحرب وتوسيعها إلى درجة تهدد باندلاع معارك كبرى.