11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر ومصر و"ما ينفعش"

25 ديسمبر 2014

الأمثال المصرية عموماً سلسة وجميلة ومعبرة.. وكذلك تعابيرهم في بعض المواقف لا يُعلى عليها برغم بساطتها.. ومن تلك كلمة تقال عند الوصول الى طريق مسدود أو لا يجوز تخطي حدوده، وهي كلمة "ما ينفعش"!! فيالها من كلمة بسيطة اللفظ وعميقة المعنى والمدلول!! ولأن الوضع العربي الراهن على أكثر من صعيد وصل الى مرحلة "ما ينفعش" من التفكك والوهن اللذين اعتريا جسد الأمة وبخاصة بعد "الخريف" العربي. وأصبحنا بالفعل في وضع لا يحسد عليه.. وجب الوقوف عند هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي انقسم فيه العرب انقساما حادا واختلفت الامة، وكل فرح بما لديه ..الا ان ذلك يُعد انتصارا كبيرا لقوى الغرب الذي يريد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بما يتوافق مع مصالحه وتطلعاته في المنطقة..أولسنا البقرة الحلوب في السلم والحرب؟!ومن هنا جاءت اهمية الدور الذي قام به مشكورا خادم الحرمين الشريفين في البدء برأب الصدع العربي والقيام بالمصالحة التاريخية بين مصر العروبة وقطر الأصالة.. بالرغم من وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر .. لأنه لابد من النظر الى الأهم وهو حال الأمة الذي يجب ان تُعاد القوة الى جسدها الواهن لإنقاذ ما يمكن انقاذه. وفي نهوض مصر واسترداد عافيتها نهوض وحماية للامة العربية .. فمصر تظل هي البعبع والقوة المهيبة الجانب والتي يحاول الغرب تجنبها واضعافها بأي شكل ووسيلة..وما الظروف الرديئة التي وصلت اليها حال الأمة الاّ لربط هامة العرب ومصدر قوتها مصر بتلك المعاهدات وإبعادها عن محيطها الطبيعي حتى فرط حال الامة. المطلوب الآن هو احترام القرار الذي اتفق عليه الزعماء ولاة أمورنا ..فمستقبل الأمة هو الأهم..ولا نريد رصاصات طائشة تعكر الجو العام خاصة على الصعيدين الاعلامي والسياسي، فالوضع وصل الى ذروته و"ما ينفعش" إلا كده! لأن الهدف اكبر من اي اسم ورغبة وتوجه ووجهة نظر وهو نهوض امتنا ومواجهة الاخطار والذئاب التي نهشت جسدها بمكر الثعالب.. فالاختلاف ليس عيبا بحد ذاته ولكن تغليب العواطف والقلوب على العقل هو سبب المشكلة. فيجب العمل على الوصول الى اللحمة والارضية المشتركة والاحترام..لإصلاح ما افسده الدهرلأن الوضع اصبح بالفعل مزريا. فالقوى العظمى وحليفاتها لا تريد الخير لنا فزرعت الفتنة بين شعوبنا ومزقتنا ابشع تمزيق. فلا داعي - بعد رضا الزعيمين ورغبتهما في تخطي الأزمة لا ردها الله - للهمز واللمز. ومن المهم ان تظل مصر قوية معافاة لصالح الأمة وشعوبها الذين ذاقوا الامرين. فنحن في مرحلة الصلح وليس الخلاف و"ما ينفعش" ان نبقى في الطريق الخاطئ فقطر ومصر صنوان لا يفترقان..وهو كده؟!