19 سبتمبر 2025
تسجيليتربى الأطفال والناشئة بين أسرهم على قيم ومبادئ راسخة مستمدة من ثوابت وتعاليم الدين الحنيف، ثم يعهدون بأولئك البنين والبنات إلى المدارس مطمئنين إليها في المحافظة على ما غرسوه في نفوس وعقول فلذات أكبادهم من قيم وأخلاق ومثل عليا، ومتوقعين قيامها بواجبها في تنميتها ورعايتها، حتى يخرج الجيل سليما معافى في سلوكه وتفكيره، مثمرا في عطائه ومؤهلا للقيادة والبناء، وتحقيق الإنجازات الوطنية الكبرى.وعندما يختل ميزان القيم لدى مؤسسات التعليم ومعاهد التنشئة، فإن المسؤولية تحتم على أطرافها القيام بدورهم في تصحيح المسار ومعالجة الخلل بكل أمانة وجدية، ولذلك فإن كافة العاملين في قطاع التعليم ورعاية الشباب معنيون بتوظيف الفعاليات والأنشطة لتحقيق أهداف التربية السليمة والأخلاق القويمة، لتغدو سياجا آمنا يحمي عقول ونفوس الناشئة والشباب من أي ممارسة أو سلوك خاطئ أو مناقض لمنظومة القيم والأخلاق، ومن هنا فلا يعقل أن تحيد المدارس عن تلك الأهداف النبيلة أو تخالفها باستغلال البنين والبنات لتحقيق أهداف مغرضة أو مرفوضة، وكلنا يرغب في تنمية المعاني الوطنية في نفوس التلاميذ وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين، ولكن أين نصنف بعض العروض والفعاليات التي أقحموا للمشاركة فيها أو تسخيرهم لأداء لوحات ورقصات تهدم ما تربوا عليه من قيم الحياء والعادات الحميدة، وتتعارض صراحة مع أحكام الشريعة و نص الدستور، ومن أمثلة ذلك: عروض مجموعة من طلبة المدارس (الجنسين)، فيما سمي مبادرة (ربع) خلال الاحتفالات الوطنية، وتجييرها لأغراض بدا واضحا أنها تخالف قيمنا وثوابتنا الشرعية والأخلاقية وتناقض الشعارات التي ترفعها، خاصة إذا علمنا باستقدام مدربين ومدربات أجانب ليسوا قدوة حسنة للبنين والبنات في مظهرهم ومخبرهم، إضافة إلى إن تدريبات الفرق إجريت في أوقات الصلوات وحرم بعضهم من أداء صلاة الجمعة بحجة الاستعداد للحفل الختامي، كما تم التركيز على لوحات معينة تدعو إلى التمرد على عادات وتقاليد المجتمع القطري وتتعارض مع عروبته وإسلامه، والطريقة الانتقائية غير المنصفة في اختيار موضوعات اللوحات المؤداة، والفرق المدرسية الفائزة يؤكد ذلك، وقد تابعت ذلك بأم عيني!.وليس بعيدا عنا مشهد تراقص الفتيات اليافعات أمام غير المحارم، كاشفات متبرجات منذ الصباح الباكر، وهذه الأيام فإن بعض المدارس استجابت بدعوة فتيات المدارس الإعدادية إلى الملاعب واستغلالهن للتشجيع والاختلاط بالشباب على المدرجات أثناء مباريات كأس العالم لكرة اليد، وقد رصدت جوائز ومكافآت ضخمة للمدارس عند تسجيل أكبر عدد من المشجعات!. لماذا يحدث هذا ومن المسؤول؟ أما آن لكم أن تتقوا الله في بناتنا وأبنائنا يا من جعلكم الله مؤتمنين وأصحاب رسالة، وأين أنتم من الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)؟. ومنا إلى من تسلموا المسؤولية وحملوا الأمانة الجسيمة: هل ترضون لأنفسكم أن تستهتروا بالقيم وتضيعوا الأمانة وتهدموا ما نبنيه في نفوس أبنائنا وبناتنا من قيم نبيلة وأخلاقيات أصيلة؟ ونحن نسائلكم أمام الله ثم قيادتنا العليا وعلى رأسها سمو أمير البلاد المفدى، الذي يولي هذه الأمور اهتماما فائقا، ويشدد على حماية أخلاق الناشئة والشباب وتقويم سلوكهم، ونذكركم بالوعيد الشديد يوم القيامة بنص القرآن العظيم (وقِفوهم إنهم مسؤولون). اللهم إننا نبرأ إليك مما يصنعون ونعوذ بك من شرور ما يقترفون. حفظ الله بلادنا وأبقاها حصنا منيعا ضد المفسدين والحاقدين.