14 سبتمبر 2025

تسجيل

موروثـات ترامب الصعبـة !

25 نوفمبر 2020

ماذا لو فعلها ترامب وضرب إيران قبل أن يودع منصبه في البيت الأبيض في 20 يناير المقبل ؟! ماذا لو تهور وترك للإيرانيين ذكرى مؤلمة لن تمر بطبيعة الحال مرور الكرام على القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في معظم دول الخليج؟! وفي نفس الوقت كيف يبحث هذا الرجل عن حل سريع للأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر، ويبحث أيضا عن ذكراه التي يريد تركها وهي التي لم تتبلور بعد في عقله النشيط ويحضرها ضد طهران؟! أليس أي ضربة أمريكية الآن تحمل التوقيع الشخصي لترامب يمكن وبصورة مؤكدة أن تؤدي إلى قلب موازين المواقف والاستقرار في المنطقة، لاسيما منطقة الخليج تحديدا؟! المنطق يقول بأن هذا الأمر لن يحدث ليس لأن ترامب قد هدأ من جانب طهران ولكن الوقت لن يسعفه لاستحضار كل التأييد الذي يريده من الكونجرس الذي يتضمن أغلب أعدائه في الداخل الأمريكي من الديمقراطيين الذين يملكون جزءاً من هذا القرار الذي لا يتفرد به الرئيس إن أراد شن ضربة لا يمكن أن تبدو خاطفة إذا سيتبعها ضربات من الجانبين، ويمكن بعد أن تقوم حرب لا هوادة فيها ويصبح الخليج بين مطرقة طهران وسندان واشنطن وبالعامي الأدق نصبح في (حيص بيص). ستقف فيه الرياض وأبوظبي المتلونة مع الولايات المتحدة وربما ساندتها، بينما ستدعو باقي الدول الخليجية إلى تحكيم العقل واللجوء للحوار، كما هو موقف قطر تحديدا التي ترى أن إيران واقعا لا مفر منه وعوضا عن استثارة الخلافات بيننا وبينها، فإن الوصول معها إلى نقاط تفاهم واتفاقيات رسمية، يمكن أن يجعل المشهد أقل توترا لجميع الأطراف مع التزام الحذر والأخذ بالأسباب حينها، ولكن الصورة تبدو مبتورة لدى ترامب الذي يرى إيران على أنها تتعمد كسر الهيبة الأمريكية في المنطقة بتحديها ومجاهرتها العداء نحو إسرائيل رغم أن ترامب ومن سبقه من الرؤساء الأمريكيين يعلمون بأن طهران ومنذ أكثر من ثلاثين سنة تهدد تل أبيب بشعار (الموت لإسرائيل)، فلا حاربت إيران ولا ماتت إسرائيل!. هل سنشهد أمراً هذه الأيام؟! صدقوني ورغم التقارير الاستخباراتية والإعلامية التي تحدثت أن ترامب كان يفكر بتوجيه ضربة لإيران الأسابيع الماضية، فإن من نصحه بالتريث يبدو أكثر تعقلاً منه، ليس لأن هذه الضربة كانت ستقوض استقرار المنطقة الكامنة تحت أتون من الخلافات والتحالفات معا، ولكن لأن الإضرار بمصالح أمريكا سيكون أكبر من الخسارة التي ستُمنى بها إيران نفسها التي ترضخ تحت سيل من العقوبات الأمريكية القاسية، ومع هذا يبدو أنفها متعاليا على واشنطن وتمد لها لسانها الطويل في كل مرة يخرج فيها روحاني ساخرا، أو ظريف متهكما وأخشى أن هذه المسرحية الأمريكية التي تضاعفت فصولها هذه الفترة ما هي إلا وسيلة ملهمة لكثير من الدول الخليجية والعربية التي تتدافع إلى حضن التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يبدو واضحا بعد الأخبار المتداولة عن زيارات سرية يقوم بها نتنياهو وأفراد حكومته لبعض دول الخليج، أو حتى علنا، فما عاد هذا الأمر يمثل فرقا لدى الجميع إلا بعض الشعوب التي لاتزال ترى في هذا جريمة وتراقبها السلطة الفلسطينية على أنها مسألة وقت سوف تستنكره وتعود لتقبل بما سيُفرض عليها باعتبارها الحلقة الأضعف، والذي يحتاج لمن ينعش في داخلها الأمل بأنها ستعود لطاولة المفاوضات وإحياء عملية السلام الميتة إكلينيكيا وسيقبل بها العالم رسميا ويُعطى لها نصف دولة في إطار الدولة الواحدة المستقلة في العاصمة والحدود ولا أظن القرار!. عموما يظهر ترامب منشغلا في أكثر من جهة فمن ناحية لايزال يشكك بشرعية بايدن بعقلية عربية صميمة بالتمسك بالحكم حتى آخر نفس، ومن ناحية فإن شعور الخسارة يجعله لا يفكر بكم ما سيخسره مقارنة بما سيتركه من إرث ثقيل وصعب على خليفته في الحكم، وربما تكون إيران إحدى موروثات ترامب الصعبة!. [email protected]@ ebtesam777@