06 أكتوبر 2025
تسجيلتعين أحد أصدقائي حديثاً في شركة جديدة، ووجد أن بيئة العمل رتيبة جداً والعلاقات بين الموظفين تكاد تكون معدومة. فاقترح على الإدارة بأن يقوم بتنسيق رحلة جماعية للموظفين، وبالفعل ذهبوا في هذه الرحلة والتي كان لها أثر كبير في نفوس الغالبية. بعد الرحلة توجه الجميع بالشكر لصاحب الاقتراح، ماعدا قلة كانوا يقولون إن ذلك الشخص لم يفعل شيئاً مميزاً، وإن الجميع ساهم في الرحلة، وحتى مصاريف الرحلة تكفلت بها الشركة. يحاول البعض التقليل من إنجازات الآخرين ووصفها بأنها صغيرة وتافهة ولا تستحق أن تكون إنجازاً، في محاولة منهم للتقليل والاستخفاف بمبادرة أو اقتراح تقدم به أحدهم، فبالرغم من أن فكرة القيام برحلة للموظفين ليست بفكرة جديدة، إلا أنه لم يبادر بها أحد. يقال إنه في أحد الأيام كان كريستوفر كولومبوس حاضراً في مأدبة كبيرة تجمع النبلاء والأمراء في المملكة الإسبانية، وبسبب غيرتهم الشديدة منه وحسدهم له بسبب المكانة الكبيرة التي حظي بها كولومبوس لاكتشافه الأمريكيتين، كانوا يستهينون بإنجازه، ويقولون إن هذا الأمر ليس بالشيء الكبير ويستطيع أن يقوم به أي شخص، وإن كل ما قام به كولومبوس أن سفينته ضلت الطريق حتى وصلت لليابسة. فقام كولومبوس وأخذ بيضة مسلوقة من طبق أمامه وطلب مهم أن يحاولوا جعل البيضة تقف على الطاولة بشكل عمودي، فحاولوا ذلك ولكنهم فشلوا، فأخذ كولومبوس البيضة وضربها على الطاولة ليجعل أحد أطرافها مسطحاً فاستطاع أن يوقفها، فاغتاظوا وقالوا بإن هذا أمر يسير وليس بالأمر الصعب، فرد عليهم: لو كان كما تقولون، فلماذا لم يفعل ذلك أحد منكم؟. تذكر بأنه مهما كان الإنجاز صغيراً ويسيراً، إلا أن العبرة ليست بالإنجاز نفسه فقط، بل أيضاً بالمبادرة للقيام به. [email protected] @khalid606