13 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن.. مقبرة الغزاة

25 نوفمبر 2018

أخيراً يعلن وزير الدفاع الأمريكي أن الإمارات والسعودية أبلغتاه شخصياً بوقف عمليات التحالف الهجومية على مدينة الحديدة التي أثبتت صور للأقمار الصناعية أن قوات التحالف التي ادعت مراراً وتكراراً دخولها للحديدة أنه لم تدخل من الأساس وأن الاشتباكات مع جماعة الحوثي لم تتعد البوابة الشرقية منها!، ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان التحالف رغبته في أن يتخذ الحل في اليمن شكلاً سياسياً بعد أكثر من ثلاث سنوات لم يستطع التحالف الذي تقوده السعودية أن يسجل نصراً ملموساً في دحر جماعة الحوثي التي استولت على العاصمة صنعاء وظلت السعودية منذ أكثر من سنة تروّج لدخولها القريب إليها وإعادة الشرعية التي اتخذتها الرياض وأبوظبي ذريعة واهية للعبث باليمن والتسبب بأكبر كارثة إنسانية فيه بمعاونة أشبه بالخيانة من حكومة هادي لكن دون أن يتحقق شيء مما روجت له الرياض آنذاك، ودون تصديق (للهياط ) الذي مارسه محمد بن سلمان في سياسة تغييب للداخل السعودي في القضاء على جماعة الحوثي في ظرف أيام لتتحول هذه الأيام بقدرة قادر إلى أكثر من ثلاثة أعوام ارتفعت الرايات البيضاء السعودية والإماراتية على جدران القلاع اليمنية التي كانت عصية على محتليها من الجارات الطامعات فيها للأسف. وقد يخرج منهم من يقول إن قطر كانت عضوة في هذا التحالف وأرسلت قوات إلى اليمن وكانت ممن شارك في عاصفة الحزم ولكن بعد فرض حصارها من قبل جاراتها طُلب منها المغادرة وفك حبل وصالها العسكري مع جيوش التحالف، ونحن نقول إن قطر وقفت مع تحالف السعودية ضمن اتفاقيات الدفاع العسكرية المشتركة لمنظومة الخليج، وما رأته الرياض آنذاك أنه تهديد لأراضيها كانت الدوحة ممن أعلن وقوفها مع الشقيقة الكبرى واستعدادها للمشاركة في الدفاع عنها، وبالفعل كانت قوات قطر حاضرة في الحد الجنوبي للمملكة يشاركون أشقاءهم هناك مهمة صد أي عدوان حوثي للحدود السعودية وساهمت هذه القوات في تسجيل حضور لافت حتى حدوث حصار قطر والطلب منها المغادرة وسط وداع مؤثر من قوات المملكة التي اعترفت بدور قطر في رد العدوان الحوثي على أراضيها رغم العداء الممنهج من حكومة السعودية والإمارات ضد قيادة وشعب قطر وفضح مخططاتهما الآثمة التي كانت تود النيل من كرامة وسيادة وقيادة الدوحة وضواحيها، ولذا لا يمكن لأي أحد أن يدس اسم قطر في جرائم التحالف في اليمن الذي يعترف الحوثي نفسه أن الدوحة لم تكن يوماً شريكاً في هذا الإجرام وذاك الاحتلال القمعي لثروات وجزر ومقدرات هذا البلد الذي لم يكن فقيراً بما يملك من ثروات معدنية وبشرية لكنه كان فقيراً بمن يحكم ويستغل هذه الثروات لصالح الشعب المنهك غذائياً ودوائياً وعلمياً ولا يتطلع لمصالح شخصية أو حزبية يمكن أن يغدو بهذا البلد إلى الحال الذي نراه اليوم من فقر مدقع وأُمية متفشية وأمراض معدية وبطون خاوية ومدارس مهدمة وبنية تحتية مدمرة وأحزاب داخلية تفتك ببعض للأسف !، لا يمكن للسعودية أو الإمارات نفسها أن تنكر الدور الذي قامت به قطر في هذا التحالف الذي غلف أهدافه المعلنة بشيء من المثالية وخُدعنا جميعا بها لنكون أول المباركين المتفائلين بهذه العاصفة التي انطلقت في فجر الخامس عشر من مارس في عام 2015 وتدك جبال صعدة بأول صواريخها ونهلل جميعاً قبل أن يتبين لنا أن كل ما أعلنته الرياض كان ضحكاً على الذقون، ومع سقوط عشرات المدنيين اتضح بما لا يقبل الشك أن هذه كانت عاصفة الموت التي حلت على اليمن المنهك بصراعات داخلية لا يمكن أن يتحرر يوماً من أوصالها !، وعليه تبقى مشاركة قطر دفاعية لم تطأ فيها أرض اليمن إلا للتعزيز والإمدادات اللوجستية ولم ندخلها غزاة قاتلين لنتحمل اليوم تبعات ولعنات ومتابعات المجتمع الدولي القضائية لنا التي ما كانت لتتفجر لولا قضية تصفية الكاتب السعودي جمال خاشقجي رحمه الله والتورط شبه المؤكد للقيادة السعودية المتمثلة في شخص ولي العهد السعودي كآمر فعلي لها، ولذا رب جريمة كانت مفتاحاً لجرائم أخرى يجري التحقيق فيها اليوم وتحديد المسؤول فيها والذي قد لا يخفى عن الجميع هويته والعامل المشترك فيها جميعاً ولكن ماذا نقول سوى قاتل الله الطمع والغرور!. فاصلة أخيرة: فإن نوائب الدنيا تدور، هذه أبلغ جملة لمن ضحك بالأمس!. [email protected]