02 نوفمبر 2025
تسجيليوم الإثنين القادم الثالث من ديسمبر سيقام ملتقى الإعلام والإعاقة تحت إشراف مركز الشفلح ومبادرة بست باديز. ولا شك أن هذا الملتقى سيكون في صالح ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قدر الله لهم أن يكونوا ذوي إعاقة معينة سواء كانت خلقية أو بسبب ما وذلك من خلال دعم الإعلام ووسائله المختلفة بدعم هؤلاء المبدعين ، نعم المبدعين، فقد أخذ الله منهم عضوا ولكنه عوضهم بما هو أهم من ذلك العضو ،ولا يمكن لأحد أن ينكر القدرات والإمكانيات التي لدى هؤلاء فنجد منهم الرياضي المتفوق والبطل في العديد من الألعاب وخاصة القوى ومنهم الكاتب والرسام والموسيقي وذو المبادرات الرائدة . ولقد عاصرت هؤلاء من خلال تطوعي في الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة والاتحاد الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة منذ التسعينات واندمجت مع العديد من الفتيات والشباب خلال البطولات التي يشارك فيها الاتحاد من خلال هذه الكفاءات والذين أحرزوا النجاح والميداليات بجميع أنواعها وأثبتوا أنهم أحيانا يكونون أفضل من الأصحاء، وكانوا على مستوى عال من الأخلاق والأدب والذوق والذكاء التي لا يملكها غيرهم . وقد وفرت الدولة لهم العديد من المنشآت والمبادرات والمؤسسات التي تخدمهم وتنمي قدراتهم وتجعل لهم دورا في مجتمعهم، وأصبح بعضهم في مواقع مرموقة في الرياضة والفن بل إن بعضهم في أماكن القيادة في بعض المؤسسات وخاصة ممن كانت إعاقتهم بسبب ما، وقد لا نلقي اللوم كثيرا على الإعلام الذي لم يعطهم حقهم في ذلك لأنه راجع لبعض المسؤولين والأهالي الذين قد لا يسمحون بإبراز قدراتهم ولكن هذه الفئة تحتاج إلى أكثر من دعم من المؤسسات، ومن ثم توضع الخطط المناسبة لصياغة حملة إعلامية لإلقاء الضوء على دور هؤلاء في المجتمع والإنجازات التي قاموا بها ودعم الأسر التي لديها بعض أفراد هذه الفئة وإزالة أي عقبة تحول بينهم وبين تأهيلهم ومن ثم إتاحة الفرصة لهم بالعمل والعطاء. ولا شك أن الإعلام له قدرة عالية في التأثير على الناس وخاصة إذا ما وضعت البرامج المؤثرة التي تبرز أهمية هذه الفئة والقدرات التي تملكها وكيف يمكن استثمارها لما فيه منفعتها ومنفعة البلاد ، فهناك العديد من أفرادها ما زالوا عاطلين رغم إمكانية توظيفهم في بعض الأعمال التي تناسب قدراتهم وتعطيهم الثقة بأنفسهم وأنهم لا يختلفون عن غيرهم. ويمكن للقائمين على وسائل الإعلام اختيار بعض الكفاءات التي لديها القدرة على إعداد برامج تدعم هذه الفئة وتضع الإستراتيجية التي تساعدهم على النهوض والإحساس بأهميتهم. ويجب تسخير تلك الوسائل بالتعاون الجاد والمثمر مع المؤسسات التي تعمل مع هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة ليدرك المجتمع حق هذه الفئة في العيش الكريم ورفع العبء عن الأهل الذين يعانون من تلك الحالات وخاصة ممن بلغوا سن العمل. ونعتقد أن هذا الملتقى سيكون له الأثر الكبير في دعم ذوي الإعاقة ومساندتهم ووضع الإستراتيجيات الإعلامية المفيدة في هذا الشأن حتى نعطيهم حقهم المفروض لهم لأنهم جزء من المجتمع والتنمية.