03 نوفمبر 2025

تسجيل

عثمان البواب وعبده السفرجى

25 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتقلت العلاقات السودانية المصرية إلى مرحلة جديدة من مراحل الصراع والتوتر فالطرف الذى كان يلوذ بالصمت أحيانا وكظم الغيظ تارة والصبر تارة أخرى ذهب وزير خارجيته إلى برلمانه ليقول للشعب السوداني والعالم كله أن مصر قتلت سودانيين وسجنت أبرياءهم وضايقت آخرين وانتقت منهم من بين شعوب العالمين للإعلان عن ماتحمله جيوبهم من عملات أجنبية لاتحتاج للإعلان حتى يجرموا أو يتصالحوا مع الجمارك لتذهب مدخرات علاجهم وعلاج أفراد أسرهم إلى الخزينة المصرية تفاديا لعقوبة الغرامة والسجن في سجون مصر التي سجن فيها سيدنا يوسف بن يعقوب من ذي قبل . في مصر يتميز السودانيون بامتيازات قديمة كانت خلال حقب الستينيات والسبعينيات والثماننيات تتمثل في المنح الدراسية والبطاقة التموينية التي تمكن السوداني المقيم من الحصول على حصة شهرية من السكر والأرز والشاي والزيت بأسعار مخفضة وإن كانت السلع ذات جودة أقل عماهو موجود في السوق الحر حينها . حقبة التسعينيات شهدت نضوب المنح الدراسية وإن كانت مبادرة إيقافها جاءت هذه المرة من الجانب السوداني الذي بادر بإعادة جميع الطلاب السودانيين في الجامعات المصرية إلى الجامعات السودانية وترك الباب مواربا لينفذ منه من يريد من مواطنيه الدراسة على نفقته الخاصة دون اى التزام حكومي تجاه هؤلاء أو تجاه إدارة الوافدين التي يجب أن يحصل منها من يريد أن يدرس بمصر على الموافقة خاصة طلاب الدراسات العليا ،والطلاب السودانيون وافدون حسب شرط الموافقة من هذه الإدارة الأمنية . يأتي السودانيون إلى مصر مستشفين أو تجارا والقليل لقضاء إجازاتهم والترويح عن نفوسهم لعلاقة قديمة يحدثهم عنها الأجداد والآباء الذين تفتحت أعينهم ولم يجدوا من جار أقرب إليهم إلا مصر التي يصلون إليه برا وبحرا ونهرا وجوا ووجدوا المصريين بينهم في الإدارات الحكومية يساعدون الإنجليز في حكم السودان ومن قبلهم الدولة العثمانية التي اتخذتهم كرباجا لتأديب جيرانهم إن تأففوا من الظلم أو الضيم ويتميز السوداني في مصر أنه يعرف عن مصر تاريخها وحكامها ونخبها السياسية والفكرية والثقافية وحتى مطربيها وممثليها وراقصاتها من قبل حقبة نجوى فؤاد وحتى الراقصة سما المصري التي تحلم بحكم مصر بعد أن حدثتها نفسها للترشح بالبرلمان في الانتخابات النيابية الحالية ويتفوق السودانيون بمعرفة كل شئ عن مصر عن الكثير من المصريين الذين لايعرفون أى شئ عن السودانيين إلا عثمان البواب وعبده السفرجي وانتقل عدم معرفة السودان والجهل بحضارته الأقدم وقيمه الراسخة وثقافته الثرة إلى بعض المقيمين من الجنسيات الأخرى التي نشأت وترعرت فيى أحضان المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية المصرية فالفنانة وردة الجزائرية التي تمصرنت نقل عنها أنها رفضت تلبية دعوة رسمية للغناء في السودان بأنها كيف لها أن تغني للبوابين والسفرجية . الجهل بالسودان ينم عن عقلية استعمارية وتكريس لتبعية ثقافية وهيمنة سياسية يريد البعض لمصر أن تمارسها على السودان وهى ليست وليدة لحقبة الفضائيات العكشوية وإنما تبناها مثيقفون ومحامون حتى أن أحدهم ظل يرفع دعاوى ضد الرئيس جمال عبد الناصر وبعد موته في فترة حكم الرئيس أنور السادات ببطلان مرسومه بمنح دولة السودان استقلالها واستمر في رفع الدعاوى في عهد مبارك إلى أن توفاه الله ولاأدري هل سيواصل أسلافه ومكتب محاماته الاستمرار ليعود السودان لحكم مصر إن كسب الدعوى أو يتركه ليحكمه أبناؤه من السودانيين . ستنقل الأحداث الأخيرة في فصول قتل عشرات السودانيين من قبل الجيش المصري على الحدود مع إسرائيل واستدعاء السودانيين المقيمين بمصر إلى النيابات العامة والخاصة وتلفيق تهم الاتجار بالعملات الأجنبية لهم إلى مشهد جديد لابد أن تستقيم فيه العلاقة بين طرفين متكافئين فالسودان لم يعد بحاجة إلى المنح الدراسية والبطاقة التموينية ولامن يقيم من السودانيين الذين ذهبوا لمصر معارضين لحكومتهم مستجيرين بها سيقدرون على تحمل أكثر مما تحملوا من عنف مفرط وتمييز غير كريم ومصر لن تكسب أهل السودان وحكومته إن استمرت بكاسى شرطتها تجوب مناطق التجمعات لتستولي على أموالهم ووثائق سفرهم عنوة ويفتر ثغر رسمييها لمن ينعق في قنواتها الفضائية وصحفها ساخرا ومتهكما ومحقرا للسودان الذي يموت أهله جميعا ولايرون أن عرضا لهم قد مُس أو حرمة لهم قد انتُهِكت .