12 سبتمبر 2025

تسجيل

زراعة الأمل وصناعة الفرح ..الدعم المطلوب!

25 نوفمبر 2015

وسط أعاصير مدمِّرة ، من الحروب والاقتتال، والعنف والدمار ، والهمّوم والأحزان ، المحيطة بنا من كل حدب صوب، وأمواج عاتية من الظلم والقهر ، والألم والمعاناة ، واليأس والإحباط التي تجتاح روح الأمة ، وتحاول كسر إرادتها وإضعاف عزيمتها، وزلزلة ثقتها بنفسها ، وثني قدرتها على النهوض في جديد، من أجل البناء والتنمية وإعمار الأرض، والاستمتاع بخيراتها وجمالها، وصياغة مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا للأجيال ..وسط هذه الأجواء المؤلمة نحتاج إلى زراعة الفرح وضخ الأمل والتفاؤل، وتعزيز الإيجابية لنستعيد التوازن من جديد. الصوت الأكثر ارتفاعا والمشاهد الأكثر حضورا في نشرات الأخبار ، والصور الفوتوغرافية ، ومقاطع الفيديو ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، هي لطبول الحرب ، وللون الدماء ، والأشلاء والجثث، والصراخ والعويل والخراب، والنازحين واللاجئين، وقوارب الموت، والقصف والجنائز، ومناظر الفزع والخوف ..وقلَّ أن نسمع عن أخبار إيجابية سارّة، أو نجد مساحة ذات بال لقصص النجاح، أو خدمة تنفع الناس، وتمكث في الأرض. وبدلا من البقاء في العتمة ولعن الظلام ، والاستمرار في دوامة العجز والاستسلام للمحن والنكبات ، علينا أن نشجع أخذ زمام المبادرة، والبحث عن حلول إبداعية، والخروج من عنق زجاجة النكبات والأزمات، وتقديم الدعم لكل من يحتاجه، وبكل ما أوتينا من قوة، علينا أن نمسك بأيدي بعضنا البعض، لننهض سويا من جديد مثل طائر العنقاء، بكل ثقة وشموخ وكرامة. أفرحُ من أعماق قلبي كلما استعاد طفل موجوع أو مذعور ابتسامته، أوتهلّل وجه شيخ بِشرا بقضاء حاجته، أو شفى الله صدرا بخزي ظالم متجبر ، وعودة الحق لأهله. يبحث السوريون في أزمتهم الراهنة الممتدة عن لحظة فرح تنتشلهم ولو بعض الوقت من علمهم المؤلم ، قبل أيام فرحوا بتتويج شاب منهم ( يمان أبو جيب ) بالمركز الأول في الموسم السابع لمسابقة نجوم العلوم، الذي تنظّمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويبثّ على قناة MBC4، وعقب فوزه سألتُ المخترع يمان عن شعوره بهذا الفوز فحدّثني عن إحساس بسعادة لا توصف لفرحة والديه .. ليس هذا فحسب؛ بل لأنّه استطاع كما أخبرني «رسم البسمة على وجوه شعبه المشبع بالحزن» واعتبر أنّ ذلك عنده « لا يقدّر بثمن، خصوصا عندما قرأ التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي»، والتي أجمعت على فخرها به . في نفس الاتجاه حدثتني كاتبة الأطفال سماح أبو بكر عزت عن تجربتها الشخصية الجميلة التي خاضتها مؤخرا في محاربة المرض والألم من خلال الفن، باعتبار أنه « لا أروع من القصة و الحدوتة في تحريك خيال الطفل والتأثير في سلوكه»، والتي تحمس لها ونفذها قسم التوعية بمستشفي سرطان الأطفال 57357 بمصر.