14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحكاية الشعبية

25 نوفمبر 2012

دعيت لحضور حفل اختتام ورشة جمع الحكاية الشعبية والتي أقامها مركز قطر للتراث والهوية والتي استمرت لأكثر من شهر والنصف الشهر وذلك بكتارا ولأهمية الموضوع فإن هناك اهتماما كبيرا بها اليوم، فقد قامت ندوة أخرى حول الحكاية بإدارة التراث بوزارة الثقافة والجميل أننا تعرفنا على مجموعة من الفتيات اللاتي سيعتمد المركز عليهن لجمع الحكاية الشعبية في قطر والحكاية الشعبية شكل من أشكال التعبير الشفوي، تسرد سلسلة من الأحداث المتخيلة، وتفترض وجود راوٍ يقوم بقص هذه الأحداث. فالحكاية تنتمي إلى الأدب السردي وإلى عالم الخيال والمتخيل، وتتميز أحداثها بحيوية خاصة. والحدث فيها مختلق إلا أنه مروي بوضوح يمكن فهمه بسهولة، يوضع في شرط بعيد زمنياً من دون تحديد، وهذا لا يمنع من وجود بعض الحكايات التي تتضمن شخصيات وأحداثاً تاريخية وأخرى حقيقية، عندها يكون الهدف منها أخلاقياً كما في حكايات ڤولتير. تسود الحكاية الشعبية في مرحلة ما، ويتم تناقلها شفوياً مدة طويلة من الزمن، وقد تدوَّن في مرحلة لاحقة. تتحدد في الإطار الشفهي أصالة العمل الحكائي من الطريقة التي يتفاعل فيها الراوي مع المستمعين. وهناك عدة نظريات عن أصول هذا النوع، ظهرت خاصة في العصر الإبداعي (الرومانسي)، فمن الباحثين من يربط الحكاية بروح الشعب، أي أن الشعب هو الذي يبتكرها وتنتشر بين أفراده حتى الأميين منهم، وأن نقلها شفوياً يحفظها ويجعلها تستمر، رغم أنها غير مكتوبة. يمارس النقل الشفوي للحكايات نوعاً من الانتخاب، حتى لا يبقى في السرد الشفوي إلا الحكايات المهمة والمبنية جيداً، أي لا يمكن حذف أية مرحلة من مراحلها، ولأن هذه الحكايات شفوية، فقد أخذت قالباً محدداً يصنفها إلى نماذج، وهذا ما عمل عليه الباحثون في الفولكلور. تتكرر في الحكاية الشعبية الصيغ التعبيرية الطقسية منها والجاهزة بإيقاع معين، فقد تبدأ الحكاية مثلاً بصيغة «كان يا مكان» مما يضع الحدث في ماض غير محدد لا يتوافق مع الماضي التاريخي. وتنتهي بصيغة «توتة توتة خلصت الحدوتة». وتتميز لغة الحكاية العربية مثلاً بالسجع والطباق والجناس مما يعطي إيقاعاً للسرد. وشفوية الحكاية تدفعها للاعتماد على الصيغ الكلامية لتقوية الذاكرة، إذ توجد فيها عبارات متوازية أو متعارضة، وشخصيات تميل إلى النمطية، وتكتسب أبعاداً بطولية أحياناً، وهي شخصيات عجيبة تكون معيناً للذاكرة، مثل العملاق ذي العين الواحدة. ولكي تضمن الحكاية الشعبية أهميتها وقابليتها للحفظ توضع في صيغ تعبيرية تساعد على تذكرها، مثل: الأميرة الجميلة بدلاً من الأميرة، الفارس الشجاع، الشيخ الحكيم، شجرة السنديان العالية...، إن وجود الصيغ يساعد في ترسيخ المعنى في الذاكرة. ووجود العدد في صيغ الحكاية يعين كذلك على التذكر مثل: الأخوات الثلاث، علي بابا والأربعين حرامي. هناك نوع من الحكايات يمتاز ببنيته التكرارية، بمعنى أن كل مقطع فيها يولِّد مقطعاً آخر، يشبه الأول ببنيته، لكن الاختلاف يكون على صعيد الفكرة أو الموضوع، والحكاية هنا سرد قصير لا ترد فيه سوى التفاصيل المهمة. مثل «موسوعة الأطفال وحكايات البيوت» للأخوين غريم (1842) في ألمانيا، فالحكاية فيها تتألف من لوحات، وكل مرحلة تحتوي على لوحة فيها وصف اللباس أو أي شيء آخر، وهناك دائماً ما يميز مرحلة عن أخرى. فكم جميل أن يكون هناك اهتمام بالحكاية الشعبية في قطر على اعتبار أن ما تم جمعه قليل عبر مركز التراث الشعبي قبل إغلاقه، فشكرا لإدارة المركز السيد خالد الملا، الشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني والشكر موصول إلى السيد حمد حمدان المهندي مدير إدارة التراث على الاهتمام بالحكاية وجمعها مرواس خاص: النشاط الثقافي الكبير الذي تقدمه وزارة الثقافة والفنون والتراث أمر يجعلنا نقدم الشكر لسعادة الوزير الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وسعادة الأمين العام الأستاذ مبارك بن ناصر آل خليفة ولجميع مديري الإدارات بالوزارة والتي تقيم أنشطة تلامس واقع واهتمام الجمهور.