14 سبتمبر 2025
تسجيلعندما يقوم العمل بلا منهجية واضحة فلاشك أن العمل سيبقى قائما على الارتجالية التي هي سبب الكثير من المشكلات التي تعاني منها الكثير من مجالات العمل لدينا. في الرياضة هناك الكثير ممن يرون أنهم يقدمون عملاً عظيماً لأنهم يعملون في إطار الارتجالية وليست لديهم خطط واضحة ومعلنة وصريحة ولعلي أنظر على سبيل المثال للركض حول التمثيل في دوري أبطال آسيا للمحترفين والذي يسعى كل اتحاد أن يكون لديه أربعة ممثلين وللأسف هنا أننا نعتقد أنه عندما يصبح لدينا أربعة ممثلين فإن هذا هو الانجاز والنجاح وهذا بلا شك يفضح الفكر الذي تدار به كرتنا هنا أو هناك فهم لا يعلمون أن العبرة بالنتائج فما الفائدة المرجوة من مشاركة أربعة أندية في كل عام ومن ثم لا تستطيع أن تحقق هذه البطولة وما الفائدة من مشاركة أربعة أندية تقدم مستويات هزيلة وتهزم بالثلاثة والأربعة وتخرج من الأدوار الأولى فهل يعتقدون أن تلك الهزائم وتلك المستويات إنجاز أيضاً؟! ومن هنا يتضح أخي الكريم أن العمل التكاملي الذي يربط بعضه بعضاً ويؤدي في نهاية المطاف لنتيجة واحدة هو المهم أما ان نبقى نشاهد كل جهة تعمل لوحدها فهذا يعني الشتات والارتجالية وضياع المجهود. لعلي هنا أحيي الإخوان في الامارات حيث قيل لي انهم لا يسعون لأكثر من مقعدين لأنهم يقولون ان مشاركة فريقين بقوة ويشرفان كرة القدم الإماراتية أفضل من مشاركة أربعة أندية لن تقدم سوى الخسائر ونتائج تعود بشكل سلبي على كرة القدم الإماراتية. ما ذكرت سابقاً يقودني للحديث عن فكر للأسف أنه بدأ يغوص في أعماق رياضتنا وبدأ ينخر جسد الإدارة الرياضية وهو الفكر الذي كان ولايزال سبباً في تراجع الرياضة لدينا وهذا الفكر ينقسم لقسمين القسم الأول فكر قائم على قاعدة إدارة الأزمات أي أنه لا يبني شيئاً ولا يخطط ولا يقدم دراسات ورؤى واضحة بل يعمل في إطار حل وإدارة الأزمات أي أنه كلما ظهرت أزمة ركض مسرعاً لحلها أو أنه لا يفضل التدخل المبكر في علاج المشكلات ويتركها إلى أن تصبح أزمة كبيرة من ثم يتدخل لحلها ويظهر نفسه في نهاية المطاف بأنه رجل الحكمة والعقل ويكسب الصدى الاعلامي بحل تلك الأزمة حتى وإن بقيت تتكرر فهذا لا يهم المهم هنا هو البعد الاعلامي الذي كسبه لهذه المرحلة وهذا فكر للأسف أنه شائع في هذه الأيام وهو سبب في تردي الرياضة لدينا. الفكر الآخر الذي هو بلاشك فكر يروج دائماً لنظرية المؤامرة فمن يتبنون هذا الفكر هم أشخاص ليس لديهم القدرة على العمل والانجاز وليس لديهم القدرة أيضاً على بناء المنظومة والرؤية ورسم خريطة الطريق بل تجد حجتهم دائماً أن هناك من يحاربهم ويتآمر ضدهم ويعطل مشاريعهم ويعشقون فن صناعة التآمر بل ويصورون للآخرين أنهم أبرياء في عالم مليء بالمؤامرات ولاشك أن هذا الفكر ممتد للكثيرين بل أصبح كل شخص لا ينجح بسبب قراراته الارتجالية يرمي إخفاقه على أولئك المتآمرين ضده فتارة جمهور وأخرى إعلام ومرة إداريون وفي مرات كثيرة تجد المجهول هو الذي يتآمر ضدهم. وفوق كل هذا وذاك هناك من كان بطلاً واستطاع أن يجمع بين هاتين المدرستين ونجح في ذلك فتجده لا يعمل ولا يقدم شيئاً ولكنه سريع الحضور في كل أزمة ليعمل على حلها وتراه في مرات يشتكي من التآمر عليه وأن هناك من يحارب نجاحاته في ظل أننا عندما نحتكم للانجازات نجدها لاشيء يذكر في قاموس المبدعين والمنجزين بل نجدها في معظمها مبنية على الآخرين وعندما تعود لقراراته تجدها تقوم على ابتكارات ليس لها أساس من الصحة. ما أقصده هنا أننا اليوم علينا أن نكون أكثر موضوعية في بناء الأحكام فليست كل قضية تحل هنا أو هناك يعني أننا كسبنا الرهان وليس كل من ظهر يتحدث بألم المؤامرة أنه صادق وعلينا أن نعي تماماً أننا في هذا الزمان نعاني من حب الظهور وممارسة أدوار البطولة ومن لم يصدق عليه أن يتوجه لطيب الذكر تويتر وعليه هناك أن يدرس ويفند ويقرأ ليعرف أننا نعيش في زمن يعيش فيه الكثير ممن أصيبوا بمرض (حب الظهور) بل أصبح التنافس هناك بأرقام المتابعين من باب الشهرة بل انهم على استعداد لأي قول قد يزيد من عدد المتابعين حتى لو كانت شائعات أو أكاذيب أو ميول فاضح ولنا في تويتر حديث في مقال مقبل بإذن الله.