15 سبتمبر 2025

تسجيل

ابتسامة خنجر في الخاصرة!

25 أكتوبر 2023

أطباء قص المعدة.. لماذا لم يخترعوا لنا جهازاً لقص الذاكرة.. حتى نتخفّف من ترهلها بأناس مرّوا وأصبحت ذكراهم تسبّب ألماً مزمناً؟! أنا على أهبة سفر.. ومات في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات أحد أصدقائي لا ليست خمس سنوات، ربما أكثر، ربما أقل والحقيقة أنني لم أنس التاريخ فأنا أذكر.. لكنني لا أريد أن أتذكّر دفنته بيدي وأنا أبكي لا.. دفنته وأنا أضحك! لا..!! دفنته وأنا أضحك باكياً.. !! ليست دموع الحزن ولا دموع الفرح.. شيء مالح جدا.. أبكي وأضحك لا حزناً ولا فرحا.. بينما أستخرج الخنجر الذي غرسه في خاصرتي قبل أن يموت! لا لم يمت.. أنا دفنته حياً.. سمعت أنفاسه وهي تغوص في الغياب كيف لم أنتبه لتلك البشاعة في وجهه كيف لم أميّز نظرات الخبث في عينيه كيف خدعتني ابتسامته المخاتلة؟ كيف فاتتني غايات أسئلته الغريبة؟ هل كنت ساذجاً حد الطيبة؟ أم كنت طيباً حتى السذاجة أم هي حسن النوايا المغموسة بالبلاهة لا بأس، سأضيف اسماً جديداً إلى قائمة الأصدقاء الذين ماتوا وهم أحياء.. لكن: أين ذهب أولئك الذين حللنا في نسيانهم.. ولم يغادروا الذاكرة المرابون في محبتهم.. الذين عاشرونا كما يجب وتحسّسوا كل مشاعرنا الهشّة ومكامن ضعفنا.. ثم سددوا الطعنة في الوقت المناسب والمكان المناسب.. وتركونا أشلاء .. هل جمعت أشلاءك.. بعد أن تعرفت عليها قطعة قطعة؟ تحدّث مع نفسك حاول أن تقول كل شيء الهذيان الذي يجلب الطمأنينة عاتبها اضربها.. عنّفها.. برّر أخطاءها اخرج إلى الشمس تجرع أكبر قدر ممكن من الضوء حفنة خاطفة من الحياة عد إلى مكتبك خفيفا من الزمن، متخففا من الذكريات عد إلى ممارسة حياة متأنّية بعطاءاتها.. تقدم لك بقايا رغيف وتعدك بالإدام تعطيك الإدام وتعدك بالحلوى ثم تسحب منك الرغيف والإدام وتعطيك حلوى يشوبها شيء من الملوحة!!