11 سبتمبر 2025

تسجيل

الضـــربُ بنعـومــة والطبطبــةُ بخشـنــة

25 أكتوبر 2022

اعذروني إن كنت سوف أوجه مقالي اليوم لكل شعب قطر ومقيميه الذين يحبون هذا الوطن الذي وُلد معظمهم وأبناؤهم على أرضه الكريمة، وبات وطناً لهم بالانتماء لا بالجنسية، وهو في نظري الأعمق شعور، ورسالتي لهم اغتنموا هذه الأيام لتفرحوا ببلادكم واستغلوها لتفخروا بوطنكم، فنحن نعيش أياماً تاريخية واستثنائية من أعمارنا، ودعوا عنكم الرد على الذباب الإلكتروني وهجمات الغرب المسيسة والموجهة والمدفوع لها، واتركوا عنكم المناوشات والمهاترات والنزول للقاع في الرد على ضفادع المستنقعات الآسنة، وابقوا في سحابكم تترفعون عن ذباب الأرض، ومن كان في قلبه مرض فنحن اليوم لسنا في حرب كلام بل في معترك تحديات، ونواجه تحدياً عالمياً من خلال إثبات قدرتنا على استضافة فعلية لمونديال كأس العالم كما استطعنا أن نتقدم بطلب الترشح وتقديم ملف استطاع أن يزاحم الكبار على منصة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ويهوي بهم جميعاً أرضاً بحيث تفرد اسم قطر لينال المركز الأول باستحقاق وجدارة، ومن خلال أيضاً قدرتنا على أن تواكب بلادنا من مشاريع وبنية تحتية وفنادق وشوارع ومجمعات وفعاليات مصاحبة ما يمكن أن يبهر العالم الذي سوف يرى استادات المونديال ويرى الصروح الرياضية المبهرة في نفس الوقت. لذا دعونا ننشغل بهذا عوضاً عن ملاحقة ماذا قالت وسائل الإعلام الغربية التي فشلت بعض منتخباتها في التأهل إلى كأس العالم فلم تجد بُدّا من التعلق بتلابيب الملفات البالية في قضايا العمال وما شابهها من ملفات مهترئة لم تعد مجدية ولا ننوء بحمل الرد عليها وإثبات عكسها، فلم أجد بعضكم وهو يغالب في تتبع تغريدات المسيئين لقطر كلما اقتربنا يوما بعد يوم من تاريخ 20 نوفمبر، وهو اليوم الذي لن يعلو فيه غير صوت صافرة البداية لأول مباراة في كأس العالم، وهتاف الجماهير بالتشجيع لمنتخبنا العنابي بمشيئة الله؟. لمَ عليكم أن تحملوا مسؤولية الرد الذي لا يغير من توجهات هؤلاء الموجهين مادياً ومعنوياً لتنفيذ أجندة بالهجوم على قطر وفي ملفات معينة؟، لمَ علينا أن نتحمل مهمة الرد على من يتصيد علينا العثرات الواهية بينما يمكننا استغلال هذا الوقت في تعزيز الشعور بالفخر والتوجيه لما يمكن أن يسد باباً موارباً لكل هؤلاء؟. لا أخفيكم فأنا كنت في الأزمات التي مرت بها قطر سابقاً أقف أنا والكثير غيري حجر عثرة أمام كبار المسيئين ومن يقودون جيوش الذباب، وكنا من الذين يسبب لهم قهراً وكمداً في قلوبهم بسبب تغريداتنا التي كانت تحمل سيلاً وفيراً من السخرية المتأدبة، لكنها في نفس الوقت تصيب هدفها ببراعة، ومع انتهاء الأسباب توقفنا ليس لأننا فقدنا المهارة في الرد ولكننا ترفعنا عنها فبقوا هم في القاع وعلونا نحن للقمة، لأننا أيقنا أن قطر ترفعنا بكل ما فيها وأن مهارة الرد ليست في المهاترات وإنما في تحقيق الإنجازات، وإنك إذا أردت أن تقهر عدوك فتجاهله فيراك منشغلا بالرفعة والمنعة بينما هو لا يزال يناوش دبابير أنفه الكبير الذي دسّه في عشها ثم لم يأمن لسعاتها القاتلة، ولهذا ما يقتل الغرب المسيء وأذنابه في بعض الدول اليوم هو أنهم يسيئون ويهاجمون ويحركون ملفات مشبوهة ضد قطر وفي الوقت الذي يتوقعون فيه أن تبادر قطر بهجوم مماثل من باب حقها في الرد يرونها مشغولة في الارتقاء بنفسها للوصول نحو أهدافها التي سبقتهم ملايين الأميال لها بينما هم يمارسون فن الاستلقاء الذي لا عمل لهم فيه سوى إلقاء التهم والهجوم غير المبرر، واليوم لدينا هدفنا الأقرب وهو استضافة ناجحة لكأس العالم رياضياً وأخلاقياً كسفراء حقيقيين داخل بلادنا للجموع الكبيرة التي سوف ترانا قبل أن تخطو خطواتها الأولى للملاعب، ولعل منهم من كان يصدق هؤلاء فيحضر ويُصدم بأن الترهات التي كان يسمعها ويصدقها إنما كانت فصلا من فصول مسرحية خيالية أتت قطر وهدمت المسرح بيد تطبطب تارة بخشونة وتضرب تارة بنعومة وافهموها لطفا.. نقطة!.