16 سبتمبر 2025

تسجيل

من الواقع

25 أكتوبر 2016

هاتفتني إحدى الصديقات لتخبرني بملاحظة تراها تنتشر شيئاً فشيئا في مجتمعاتنا، فقالت لي: ما أن نستمع إلى برنامج أو نتصفح موقعا إلكترونياً، أو وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، بل وما أن نجلس في مجلس عائلي أو برفقة الأصدقاء أو زملاء العمل، حتى يبدأ التذمر وتكثر الشكوى! بالفعل أصبح الجميع متذمراً ويشتكي من كل شيء، لا أحد يمتلك الصبر على التحمل، ونادرون هم أولئك الذين يسارعون لوضع الحلول والاقتراحات للمشاكل المحيطة بهم أكانت شخصية أو عامة، دون السعي لتحسين تلك الأمور والظروف التي نمر بها، اعتدنا سماع الشكاوى، ونسينا أن ننظر إلى الحياة بتفاؤل، فالتذمر والشكوى من الأمور التي تعترض طريقنا وتستهلك تفكيرنا ووقتنا دون طائل.يقول أحد الشعراء: شكا إليّ جملي طول السرى.. صبراً جميلاً فكلانا مبتلى.الأغلبية من حولنا يعانون من مشاكل وهموم صغيرة كانت أو كبيرة، يجاملوننا أحياناً عندما ينصتون إلينا ويمنحوننا الوقت للفضفضة، ولكن لابد ألا نحملهم أضعاف ما يعانون منه ونزيدهم من الطاقات السلبية الشيء الكثير، الصعاب والمشاكل والأحداث المؤلمة لن تنتهي من حياة البشر، قال تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، فطريق الحياة ليس سهلاً دائماً ولا مُعبداً بالورود دوماً، ولا خالياً من الأشواك والأكدار والمُنغصات، فلكي تحصل الشهد لابد من وخز النحل، والإنسان الواعي الإيجابي يتخذ من الصعاب والتحديات وسيلة للانطلاق والنجاح. لابد أن نكون دائماً مفاتيح خير، وضيوفا رفقاء على أنفسنا قبل غيرنا في هذه الحياة، نتأمل نعم الله علينا بين فترة وأخرى، ونسترجعها بين أبنائنا وأصدقائنا ونحمد الله عليها سراً وعلانية، فالله عز شأنه منحنا الكثير من النعم وفي لحظات ضعف تمر بنا ننسى كل تلك الخيرات والنعم كالوطن والأهل والأمن والأمان والصحة والرزق وغيرها الكثير، المشاكل الصغيرة التي تمر بنا تنسينا أحياناً نِعما لن تدوم إذا لم نشكر الله عليها، لنتعلم مهارة التأمل في زحام النعم التي تحيط بنا حين تلم بنا صعوبات أو عقبات في هذه الحياة. صوت :الصبر الجميل الذي لا يبوح فيه صاحبه بالشكوى للآخرين بل يفوض أمره لله.. ودمتم بألف خير.‏‎