ورحل فارس الاستقلال

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم .. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ودعنا بالأمس صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني راعي نهضة دول قطر الحديثة الذي أعلن في خطاب شامل للشعب في 3 سبتمبر 1971م استقلال قطر عن بريطانيا لاغياً بذلك معاهدة عام 1916، ومنذ ذلك التاريخ دأبت الدولة على الاحتفال بهذا اليوم ، وفي تلك المرحلة كنا فخورين ونحن ننظر إلى الأمير الأب الراحل بانه رمز الاستقلال والقدوة الفاعلة والنشطة لمواطنيه في بناء الدولة الحديثة. نحن من الجيل الذي ساهم في حمل شعلة النهضة عز ذروتها وانطلاقتها ، وخلال حكم الأمير الأب ومن موقعي في وكالة الأنباء القطرية كانت لدينا الحظوة في مرافقة سموه في رحلات العمل وتوثيق العلاقات وترسيخ مبدأ الانتشار في العواصم العالمية ، كنا فخورين بتغطياتنا الصحفية التي كانت تلقى صدى واحتراما بين وسائل الاعلام الخارجية ، كنا نرصدها بفخر ونتابع اسم قطر وهو يتردد بين عواصم الدول العالمية والعربية والخليجية وننظر لعلمنا وهو يرفرف خفاقا بين الامم بروح الإباء والثقة والاندفاع نحو آفاق المستقبل المشرق.عند استلام الأمير الأب الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الحكم في دولة قطر في 22 فبراير 1972 م كنا لازلنا يافعين ولكننا نعرف انه الرجل القوي في الدولة وانه كان يدير الحكم من موقعه وليا للعهد وكان وزيرا للمالية منذ 1960 ونعلم ان أول وزارة في دولة قطر طبقاً لأحكام النظام السياسي المؤقت شكلت في عهده في 20 مايو 1970م. تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار وجزاه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان،، "إنا لله وإنا إليه راجعون" وسلامتكم