13 سبتمبر 2025
تسجيلمازلت أبحث عن إجابات بين كل القنوات عما يحدث فيها ما يحدث في برامجها الرياضية ماذا تصنع؟! ماذا تقدم؟! أي ثقافة تصدر؟! وأي مبدأ تزرع؟! في عقول شبابنا وشاباتنا ومجتمعنا؟ وأين نحن نتجه؟! تساؤلات كثيرة أراها تدور كلما شاهدت ذاك الصراخ الذي أزعج آذاننا أو تلك الحلقات المتكررة في شكلها ومضمونها بين هذا البرنامج وذاك والعجيب أننا أصبحنا نقلد بعضنا البعض في كل القنوات الخليجية فذاك ناقد لأنه مهرج يأتي هنا وهناك ويتنقل بين قناة وقناة لكي يتحفنا بنكاته وتهريجه وليس لثقافته أو لحصافة رأيه وفكرة ومعلوماته ولا أدري أي تاريخ بناه في عالم الصحافة أو الرياضة أو الكتابة أو الإعلام بشكل عام ليكون بهذه الكثرة نشاهده في كل مكان ويدور بين البلدان. وقل لي أيها المشاهد المسكين ماذا تعلمت من صراخ أولئك الذين نشاهدهم (يسبون ويشتمون ويلمزون ويغمزون) ما هي الفائدة وأين المعلومة وما هو الهدف هل هي جهات ومحسوبيات وأجندة (ليست سياسية) بل هي رياضية ولكنها على حساب من؟! على حساب المشاهد الذي أصبح يقول اليوم (أريحونا من هذا الصراخ). اليوم لا أجد أن التسمية والنقد المباشر مهم لأنها حالات كثيرة وظاهرة استشرت في قنواتنا وليست حالة واحدة نناقشها وننتقدها ليس لذمها ولكن ننتقدها للتعديل والتصحيح والتطوير فنحن منابر ثقافة تغذي العقول نحمل المسؤولية والأمانة ونقدمها للأجيال للشباب بل لابد أن نعرف أننا منصات أمن للفكر في مجتمعنا لابد أن نعي أهمية هذه الشاشة وخطورتها علينا أن نكون عقلاء في الطرح حذرين في الاختيار من يكون هنا أو من لا يكون. نعم اليوم علينا أن نعلن أن الإعلام الرياضي خاصة يتعرض ويحتضن الكثير والكثير من الدخلاء ليس لهم تاريخ يذكر يسمح لهم بأن تكتب تحت أسمائهم نقاد وكتاب وإعلاميين يؤججون التعصب ويزرعون الفتنة وهم لا يعلمون (وهذا أضر من غيره لأنه لايعلم) علينا أن نحمي هذه المهنة والرياضة من هؤلاء. ليس هذا فقط بل نحن أمام تلعثم خطير في طريقة تقديم تلك البرامج فكلها متشابهة في طرحها وفكرها ونتاجها ليس فيها إلا الغث فهم يناقشون القضايا بطريقة الإثارة همهم الأول أن يكون برنامجاً مثيراً بالخروج عن النص وأدب الحوار وكثرة العويل وكان الأولى أن تناقش القضايا بطرق احترافية تدرس المشكلة وتفصل وتعالج على أساس صحة المعلومة وحصافة الرأي والمصلحة العامة التي تبني المنظومة وتحييد المصالح الخاصة فنحن نشاهد كماً من الأفواه تصدر آلاف الكلمات في الليله بل في البرنامج الواحد ولكن هيهات أن تجد معلومة صحيحة غير متناقضة أو تجد رداً يفسر ويفصل بل تجد تسطيحاً وتسفيهاً. رسالتي هي أن نعي أهمية ما يدور وندرس تلك الظاهرة فنحن نفتقد للإبداع الإعلامي الرياضي خاصة الفضائي في الطرح والمحتوى والطريقة والإعداد بل ولايوجد لدينا هدف ورؤية وإستراتيجية واضحة وكل ما نبحث عنه هو الإثارة والجدلية والتي نتاجها تعصب وكراهية بين فئات المجتمع ومكوناته وقد تصل أحياناً بين الشعوب (فرب كلمة قالت لصاحبها دعني) نعم رب كلمة تخرج من جاهل بأهميتها وتأثيرها تصل للأفاق فتكبر لتصبح قضية يستشربها هذا وذاك. اليوم نحن نؤمن أن لدينا في الرياضة حرية رأي واسعة قل أن تجدها في أي مجال آخر ولكن هل استطعنا نحن في وسطنا ومجتمعنا الرياضي أن نستغل هذه الحرية لصالح رياضتنا؟! نحن في الرياضة لدينا مجتمع يتكون من كل أطياف وفئات المجتمع ومشاربه ومع هذا نحن نعاني من الغوغائية وضحالة الطرح بل ونجد العقلاء يهربون من مجتمع الرياضة. أتمنى أن نجد آذاناً مصغية في قنواتنا وأتمنى أن تعمل منظومتنا الرياضية سواء كمؤسسات حكومية أو لجان أولمبية أو اتحادات رياضية أو مؤسسات تعليمية أو مثلها إعلامية في تبني أفكار وأحداث وندوات ومؤتمرات تجمع من خلاله الإعلام الرياضي ورجاله وطلابه (محترفيه ومبتدئيه) هنا وهناك وتعالج مشاكله وتنهض بمحتواه ورسالته وتؤصل عمله على قاعدة قوية وأعمدة متينة ننبذ فيها الخبيث ونحافظ فيها على الطيب وعلى قيمنا وأخلاقنا ومجتمعنا وفكرنا وثقافتنا ونعزز فيها أمننا الفكري لنبني جيلاً يعي أهمية الرياضة ورسالتها وسموها وروحها ويقدر مفهوم الحوار بشكله ومضمونه ونتاجه.