16 سبتمبر 2025
تسجيلإحدى أهم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، تكمن في تباين العدد بين المواطنين والوافدين، حيث بات عدم التوازن الديموغرافي يشكل معضلة تحتاج إلى حل جذري، إذ تغيرت بنية وديموغرافية سوق العمل في الخليج بسبب هيمنة الوافدين، مما أدى الى تفاقم مشكلة البطالة بين المواطنين، وزيادة الضغط على المنتجات والخدمات، حيث تحصل العمالة على خدمات التعليم والرعاية الصحية، واستخدام المرافق العامة. فيما تزداد الضغوط الدولية على دول مجلس التعاون الخليجي، من المنظمات الدولية التي تركز على حقوق العمال، ويتم توجيه الاتهامات لها بانتهاك حقوق العمال وممارسة التمييز، ومطالبتها بتحسين ظروف العمل، إضافة الى الدعوات الدولية لتجنيس بعض الوافدين، مما يضع دول مجلس التعاون الخليجي أمام تحديات جادة تهدد بفتح الأبواب أمام التدخل الدولي في النسيج الديموغرافي والثقافي لمجتمعاتهم. ومما لا شك فيه، أن الذكاء الاصطناعي يُعد وسيلة لمعالجة هذه المشكلة، وذلك من خلال تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة، وتحسين كفاءة العمليات بشكل كبير، وتعزيز جودة الخدمة، وخفض التكاليف من خلال اتمام مجموعة من المهام التي تُنفذ حالياً بواسطة اشخاص، ويمكن للروبوتات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي أداء المهام المتكررة بسرعة ودقة أكبر من البشر، مما يتيح للشركات والمؤسسات الحفاظ على معايير عالية من الإنتاجية والدقة. وهذا لا يعزز فقط من كفاءة العمليات، ولكن يقلل أيضاً من الحاجة إلى قوى عمل وافدة كبيرة. ومن خلال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لسد فجوة العمالة، يمكن لهذه الدول التركيز على تنمية المواهب المحلية، والاستثمار في برامج التعليم والتدريب لتمكين القوى العاملة الوطنية، مما يعزز نموذج اقتصادي أكثر استدامة. لذا يُعد الذكاء الاصطناعي الحل الأنسب لمعالجة مشاكل التركيبة السكانية التي تواجهها حالياً دول مجلس التعاون الخليجي، مما لديه من القدرة على إنشاء مشهد ديموغرافي أكثر توازناً من خلال التخفيف من الاعتماد على العمالة الوافدة وتعزيز المواهب المحلية، وبناء رأس المال البشري المحلي، مما ينتج عنه مشهد ديموغرافي واقتصادي أكثر استقراراً وتوازناً.