14 سبتمبر 2025

تسجيل

المرأة والمساواة العرجاء

25 سبتمبر 2022

لا ندري ما الذي تريده المرأة في هذه الأيام، وتظل تطالب بالمساواة مع الرجل رغم الاختلاف بين كل منهما، ولكنها تتطلع لما في يد الرجل وتريد مشاركته رغم ما توفر لها من حقوق في الإسلام وساواها مع الرجل في أهم عمل ألا وهو الجزاء والثواب قال تعالى (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) كذلك المساواة في حقوق الارث والعمل، وحث ديننا الحنيف على الاهتمام بالمرأة ووصى رسولنا الكريم في آخر أيامه وهو على فراش المرض بالقوارير فقال صلى الله عليه وسلم ( رفقا بالقوارير). وقد حصلت المرأة في بلادنا على الكثير من الحقوق وحرص ولاة الأمر على أن تنال تلك الحقوق كاملة في العمل والوظيفة وحتى الراتب، ووصلت إلى أعلى المناصب وتم تكريمها في كونها وزيرة وعضوة في مجلس الشورى ووكيلة وزارة ومن ذوي القيادات في الكثير من المؤسسات والوزارات بل أحيانًا أصبح تفوق الرجل في بعض هذه المناصب، وأتيحت لها جميع الوظائف التي يشغلها الرجل ووصلت حتى إلى الجيش لتتقلد مناصب فيه وتعمل كما يعمل أخيها الرجل ! ولكنها ظلت تطالب بحقوق بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا النابعة من الدين وذلك بالمطالبة بالخلع والطلاق إذا وجدت أن زوجها قد منعها من بعض الأمور التي يراها غير مناسبة مثل السفر مع صديقاتها والخروج المتكرر للحفلات والمجمعات ولم يحقق لها ما تريد من امتلاك سلع باهظة ترى غيرها ترتديها وتتطلع إليها، ومن ثم أهملت أسرتها وأطفالها وتركتهم في أيدي المربيات والخدم لا تسأل عن أحوالهم إلا فيما ندر وتطالب الزوج بذلك ومن هنا للأسف كثرت حالات الطلاق والمشاكل بين الأزواج وتشتت الأطفال وأصبحت المحاكم ومكاتب المحاماة ساحة لحل الخلافات ومحاولات الصلح التي للأسف كثيرا ما تبوء بالفشل وتخرج تلك المرأة منها منتصرة إذا حقق لها ما تريد وحصلت على الطلاق أو اضطرت لخلع زوجها الذي رفض الطلاق. أمور عجيبة تمر بها نساء هذا الزمن تريد الزواج وما يتبعه من حفلات وسفر ومن ثم تتخلى عن المسؤولية التي يتطلبها عقد الزواج، وتبدأ بالتذمر والرفض والتنصل من أي مسؤولية، فهي كما ترى نفسها أميرة كانت في بيت والدها وتريد أن تكمل ذلك في زوجها الذي وفر لها الحياة اللائقة وما تتطلبه من أمور تشمل البيت والأطفال وغيرها، ولكنها الآن تطالب بما كانت عليه من قلة القيود للخروج وقتما تشاء وأينما تشاء، فهي تريد ان تفعل ما يقوم له الرجل، فهي ليست بأقل منه كما تقول !!؟ فمن تصادقهن أهم من حياتها الأسرية ليتربى الصغار في بيئة خالية من حنان الأم الذي يتغنى به الشعراء ويردده المطربون، أمور عجيبة تحدث وغريبة على مجتمعنا تحتاج منا إلى توعية ليس فقط للمرأة المتزوجة والفتاة ولكن للأسرة التي تتربى فيها هذه الفتاة وتتعلم مبادئ وأساسيات الحياة الزوجية، فالمرأة المتمردة للأسف لا تجد الردع من الأهل وخاصة الأم والأب، بل انهما كثيرا ما يرخيان الحبل لها ويكونان لها السند والدعم في مطالبتها للحقوق التي تراها واجبة لها وأن نصيبها سيكون أفضل من زوجها الحالي !!!؟ ان ما يحدث في المجتمع من كثرة الطلاق والمشاكل الأسرية التي لا يتضرر منها إلا الأطفال جيل المستقبل الذي يحتاج إلى من يحتويه وإلى أسرة متحابة تعلمه الصواب من الخطأ وتبث في نفسه الطمأنينة والسكينة حتى يعيش في جو يشجع على الإبداع والانتاج والتفوق لا أسرة تعيش في خلافات متواصلة لا يجد فيها الطفل من يوجهه ويرشده ويحتضن آماله. لابد أن تعي المرأة ومن يشجعها على اللامسؤولية أنها بتصرفاتها لا تهدم أسرتها فقط بل تهدم جيلا كاملا يفترض أن يخدم وطنه بكل اريحية وثقة في نفسه، وأن ما تطالب به من حقوق عليها أن تفعل الواجبات قبل حصولها عليها لأنها تطالب بمساواة عرجاء.!!