26 أكتوبر 2025
تسجيلمن الفخر لنا أن يظل خطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله والذي ألقاه من على منصة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ 77 في مدينة نيويورك الأمريكية منذ أيام وتحديدا في الـ 20 من شهر سبتمبر الجاري، ماثلا في الأذهان ومتداولا على منصات الإعلام العالمية مما يجعلنا، كمواطنين ونحن نمثل شعب قطر، فخورين بهذا الأمر لا سيما وأن الخطاب لم يتضمن ما لا يمكن للعقل أن يستوعبه، أو استورد أفكارا غير واقعية ولا تشعر بها الشعوب، بل خاطب سموه العالم بلغة المتفهم لما يجري في هذا العالم فكان حديثه سلسا ومفهوما خصوصا فيما يتعلق باستمرار تعليق قضايانا العربية التي لم تُحل أزماتها بعد ولا سيما القضية الفلسطينية التي بدأها بقوله أنه لا داعي لتذكير الحاضرين من مندوبي الدول بأن قضية فلسطين ما زالت دون حل وأنه في ظل هدم تطبيق القرارات الدولية الشرعية ومع التغير المتواصل للوقائع على الأرض أصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع مما يغير قواعد الصراع وشكل التضامن العالمي مستقبلا، مجددا سموه موقفه الشخصي وموقف بلاده الرسمي عن التضامن الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في تطلعه المشروع للعدالة وتحمل مجلس الأمن لمسؤوليته الكاملة في إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. بالإضافة إلى انشغال سموه بالحديث عن (مجرمي الحرب في سوريا) وضرورة محاسبتهم على ما ارتكبت أيديهم من جرائم وحشية إنسانية، محذرا بأنها صفحة غير قابلة للطي والنسيان في مقابل تجاهل تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري المنكوب دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا والسلم والاستقرار بأمان فيها حالها كحال ليبيا واليمن، وكلها دول نتمنى أن تتواصل الجهود لإنهاء الصراعات فيها ويتحقق الوفاق الوطني في كل من العراق والسودان ولبنان وارتقاء النخب السياسية فيها لتحقيق تطلعات مواطنيها. ولم ينس سموه في خضم استعراضه الشامل في الخطاب أن يتحدث عن آثار الحرب الروسية الأوكرانية ليس على داخل أوكرانيا أو روسيا فقط بل إن هذه الحرب باتت تأخذ نطاقات عدة لم يكن العالم يتصورها الذي شبهه بقرية عالمية تتداخل فيها همومنا وتتشابك قضايانا لأن هذه الظروف التي يُهمش فيها القانون الدولي وإدارة الاختلاف بموجب توازنات القوى وليس على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول في الوقت الذي لا تتوفر فيه آليات كافية للردع ومعاقبة المعتدين على سيادة الدول وعجز المجتمع الدولي عن فرض التسويات حين يرفضها الطرف القوي في أي نزاع يخلق ظروفا غير مهيأة للتعايش بسلام، وهذه الظروف تبرز أهمية الحكمة والعقلانية في سلوك القادة والتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف في العلاقات بين الدول وهذه نظرية عرضها سمو الأمير على الحاضرين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، منوها بأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له تعقيدات كبيرة لكنه سوف ينتهي إلى حل سلمي للنزاع مهما طالت هذه الحرب أو استمرت لأن دوامها لن يغير من النتيجة شيئا بل سوف يزيد من عدد الضحايا للأسف ويضاعف من آثارها الوخيمة على أوروبا ككل بجانب روسيا والاقتصاد العالمي على وجه العموم. واختتم سموه حديثه الكامل والوافي بعد تطرقه لأزمتي المناخ والغذاء العالميتين بترحيب بلاده الكبير بالجميع للاستمتاع بمونديال كأس العالم في شهر نوفمبر القادم في أول بطولة عالمية تستضيفها دولة عربية مسلمة شرق أوسطية سيرى العالم بعدها أن إحدى الدول الصغيرة والمتوسطة قادرة على استضافة أحداث عالمية بنجاح استثنائي غير مسبوق، معربا عن ترحيبه بمبادرات دول مجاورة باعتبار بطاقة هيا تأشيرة دخول إلى أراضيها مما حفز الشعوب العربية إلى التطلع إلى مستقبل تزول فيه الحواجز بينها، مجددا ترحيب الشعب القطري بكل المشجعين ومحبي كرة القدم بينهم.