19 سبتمبر 2025

تسجيل

مقال رئيس التحرير: رؤية واضحة لحل أزمات المنطقة

25 سبتمبر 2019

صاحب السمو حمل على عاتقه هموم الأمة وآمالها الخطاب التاريخي رسالة للسلام وبوصلة أخلاقية تنشد العدل للشعوب خطاب صاحب السمو رسالة للسلام وتحقيق تطلعات الشعوب الخطاب انحياز باهر للإنسانية ولقضايا الشعوب والمستضعفين الخطاب صرخة حق في وجه التقاعس الدولي والازدواجية والانتقائية في تطبيق الشرعية الدولية في خطابه للعالم من على منصة الأمم المتحدة، أمس، كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، يمثل ضمير الأمة والإنسانية وهو يتناول همومها وقضاياها، بل وقضايا الإنسان في كل مكان. قدّم سمو الأمير الليلة الماضية، خطابا تاريخيا، تحكمه بوصلة أخلاقية لا تضل السبيل، وهي تنشد الحق والعدل لكل بني البشر، حيث حدد سموه رؤية قطر تجاه قضايا العالم والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وقضايا البيئة، والتنمية المستدامة، واللجوء، والهجرة وغيرها. ووجه سمو الأمير رسائل عديدة في كل الاتجاهات؛ داعيا قيادات الدول الكبرى للقيام بدورها للمساعدة في إرساء السلم والأمن الدوليين من خلال التمثل بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتفعيل الآليات التي أقرها المجتمع الدولي في مجال الأمن الجماعي وردع منتهكي القانون الدولي، وضمان احترام سيادة وأمن الدول، وحظر احتلال أراضي الغير بالقوة وضمها أو تغيير طابعها، والعمل على منع وقوع النزاعات المسلحة بحل الخلافات سلمياً. ◄ أمير الحكمة والسلام وكالعهد به كان سموه، أمير الحكمة والسلام، وهو يذكّر بالحاجة الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج، بالنظر للأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة، يؤكد على موقف قطر الثابت بتجنيب المنطقة المخاطر بحل الخلافات بالحوار المنطلق من المصالح المشتركة واحترام سيادة دولها. ويجدد في الوقت نفسه، مبادرته السابقة بضرورة العمل على إنشاء نظام أمن إقليمي، يحفظ لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خاصة أمنها واستقرارها، وهي المبادرة التي أكدت مجمل الأحداث التي شهدتها المنطقة أهميتها وضرورة العمل على تحقيقها. ◄ موقف ثابت منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل أكثر من عامين، وإلى خطاب صاحب السمو، أمس، ظل موقف قطر ثابتا لا يتغير، باعتبار أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة يكون عبر الحوار غير المشروط القائم على الاحترام المتبادل ورفع الحصار الجائر. وفي هذا الصدد ظلت الجهود المخلصة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة ومساعي الدول الشقيقة والصديقة لحل الأزمة الخليجية محل التقدير البالغ من الدولة؛ أميرا وحكومة وشعباً. لقد نجحت قطر ليس في تجاوز الحصار وحسب بل وفي الاستفادة من هذا التحدي الذي فرض عليها، والذي انتهى إلى إدراك الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي الأهداف الكامنة من وراء الحملة الدعائية على الدولة. ◄ قضايا الأمة لقد كانت قضايا الأمة في قلب خطاب صاحب السمو، الذي اتسم بالصراحة والوضوح والانحياز الباهر للإنسان ولقضايا الشعوب والمستضعفين في أبهى صورة. وبدا ذلك جلياً في تركيز سموه على قضية الأمة المركزية فلسطين، وتأكيد دعم قطر الثابت للشعب الفلسطيني ولأي جهد لتحقيق السلام العادل، إلى مأساة الشعب السوري وازدياد الكارثة الإنسانية وتقاعس الدول الكبرى عن حماية المدنيين ووقف اراقة الدماء. وضرورة أن يحصل السوريون على الأمن والحياة الكريمة والعادلة، من خلال التوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري. وحرص سموه على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسيادته وضرورة استكمال العملية السياسية، وتطورات ليبيا والازدواجية والانتقائية في تطبيق الشرعية الدولية؛ نتيجة دعم بعض الدول للمليشيات العسكرية ضد الحكومة الشرعية، والالتزام بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق، مرورا بدعوة المجتمع الدولي والدول الإقليمية الفاعلة بشكل خاص إلى تضافر الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، بعد أن حققت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان تقدما كبيرا بين الجانبين لتحقيق السلام. ◄ القضايا الدولية الكل يعلم ما تبذله دولة قطر من جهود وافرة على كل المستويات في التصدي لخطر الإرهاب والتطرف العنيف وموقفها الثابت إزاء هذه الظاهرة، لكن خطاب صاحب السمو، بدا صريحاً وواضحاً وهو يدعو للتمييز بين الإرهاب ومقاومة الاحتلال. ويؤكد وجود حاجة سياسية وأخلاقية إلى تجاوز حصر الإرهاب بالأفراد والجماعات والتعامل أيضا مع جرائم الدول ضد المدنيين العزل بوصفها إرهاب دولة، مستدلا بما يجري في سوريا وفلسطين وليبيا. ولم يغفل صاحب السمو القضايا التي تشكل شاغلا مشتركا للمجتمع الدولي، مثل حماية وتعزيز حقوق الإنسان والإنجازات المهمة التي حققتها الدولة فيما يتعلق بحقوق العمال وظروف العمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية، وتداعيات ظاهرة تغير المناخ وتأثيرها السلبي على نوعية حياة البشر والحاجة إلى التعاون والعمل الدولي المتعدد الأطراف لمواجهة تحديات تغير المناخ والدور الفعال لدولة قطر في هذا الإطار، بجانب الشراكات مع الأمم المتحدة وأجهزتها حتى أصبحت دولة قطر ضمن قائمة أكبر الشركاء الداعمين للأمم المتحدة في مختلف المجالات. ◄ رسائل ومواقف لقد وجه خطاب صاحب السمو، الذي حمل على عاتقه هموم الأمة وآمالها، رسائل في كل الاتجاهات: فقد كان الخطاب دعوة للسلام، والأمن والاستقرار، والتعايش، والحوار، وللعدالة، ونصرة الشعوب، مثلما كان صرخة حق في وجه التقاعس الدولي عن حماية المدنيين واخفاق نظام الأمن الجماعي بالمنطقة والازدواجية والانتقائية في تطبيق الشرعية الدولية. لم يكن خطاب صاحب السمو، للعالم أمس خطاباً عادياً. ولم يكن خطاباً من ذلك النوع الذي يتوارى خلف العبارات المغلفة بالمجاملات.. لكنه كان خطاباً صريحاً ومعبراً عن ضمير الإنسانية.. كان خطاباً ينشد العدل للأمة والعالم بأسره. كان خطاباً على قدر التحديات التي تواجه الشعوب في عالمنا اليوم.. باختصار كان خطاباً تاريخياً لامس كل القلوب. [email protected]