14 سبتمبر 2025
تسجيلإيران ! التهمة التي لحقت بـ ( قطر) وكانت إحدى الذرائع الواهية التي ساقتها دول الحصار لتبرير غدرهم الفاجر ضد الدوحة، حكومة وشعباً، بل وتضمنت وقف علاقاتها مع إيران أحد المطالب الـ 13 التي وضعتها هذه الدول لإنهاء الحصار وإغلاق ملف الأزمة التي تعلم أبوظبي المارقة والرياض التابعة لها أنها أزمة مفتعلة لا أساس لها من الصحة، وأن (إيران) التي لا يزال مستشارو الديوان الملكي السعودي والمقربون من ولي عهد أبوظبي، ما كانت إلا ذريعة غبية تسلق عليها هؤلاء، صبيان أبوظبي التي ترتبط مع طهران باتفاقيات وعلاقات تجارية تصل إلى أكثر من 85%، بينما تفتح الرياض ذراعيها ومساعيها لاستيعاب ما يزيد على 85 ألف حاج إيراني كل عام وتلتزم بالشروط التي تضعها بعثة الحج الإيرانية لحجاجها ومنها فتح مكتب تنسيقي لها في مكة بينما تسهم الخطوط السعودية في نقل حجاج إيران إلى المشاعر المقدسة واستقبالهم بأطواق الورد ووصفهم على لسان أمير مكة خالد الفيصل بـ (الإخوة ) بينما تعرقل الرياض عملية الحج لحجاج قطر ومعتمريها ، ألم تكن قطر المبادرة فعلا إلى سحب سفيرها من طهران فور حرق سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد بينما أبقت الإمارات علاقاتها مع إيران ولم تعر اهتماما بما يحدث لجارتها الكبرى؟! ، ألم تقف قطر شكلا ومضمونا مع السعودية بعد هذه الأحداث وصدرت وزارة الخارجية القطرية آنذاك بيانات رسمية تؤكد وقوف قطر مع المملكة فيما تتعرض له من عداء إيراني غير مبرر ؟! ، أليس من حقنا أن نجد مصالحنا التي تصالحت مع إيران بعد الحصار الجائر علينا وعدم وجود منفذ بحري وجوي إلا من خلال أجواء إيران وأراضيها ؟! ، ألم تكن طهران (الشريفة) بينكم والتي ساهمت في إحياء المنفذ الاقتصادي للدوحة وعدم وقوع كارثة بأهل قطر في نقص الغذاء والدواء عنهم ؟! ، ألم تكن الرياض وأبوظبي لتفعلا الشيء ذاته وتتحالفا مع عدوهما إن كان هذا التحالف لمصلحة البلاد والعباد؟! ، ولكن لأن ( قطر) وجدت لها مخرجا من مؤامرة التجويع التي كانت أبوظبي والرياض تخططانها ضد شعب قطر كان اسم (إيران) هو المخرج لهما لتبرير غدرهما وفجورهما وهذا ما أضحك إيران نفسها التي فضحت العلاقات معهما وحاجتهما لها رغم كل هذه الانتقادات التي تطالها منهما باعتبار أنها السبب الرئيسي وراء خيبة التحالف العربي الذي تقوده كل من السعودية والإمارات في اليمن وهزيمته على مدار 3 سنوات عصفت بعاصفة ( الهياط ) وأحالتها لرياح موسمية حارة لا تجد هذه الدول مفرا منها حتى الآن . نعم هي (الشريفة) بينكم وما فعلته الدوحة بعد الحصار في إعادة سفيرها لطهران كان عين العقل الذي لقي استحسانا من الشعب وكذلك من الذين وجدوا من موقف إيران وقوفا صادقا تفتقر له أخلاق دول الحصار للأسف ، ولذا ليس عليكم انتقادنا في تعاوننا مع طهران التي تلقى بعض سياساتها الخارجية انتقادات قطرية خصوصا في دورها في سوريا واليمن وقضايا أخرى تتعامل معها الدوحة بدبلوماسية تحترمها إيران نفسها لأننا نعلم الثقل الجغرافي والسياسي لها وأن تجاهلها أمر مستحيل ومحاولة عزلها كما يحلم ترامب وغيره من صغار الخليج لا يبدو أمرا معقولا ولا منطقيا في حال من الأحوال. ولا يفوتنا في هذا المقام من المقال أن ننوه بأحلام دول الحصار التي بنوها على ترامب في إزاحة الغول الإيراني من طريقهم حتى وصلت هذه الأحلام لمحاولة ترامب الحثيثة للجلوس مع الإيرانيين بعد تهديدات فارغة لم تنفع ومضاعفة العقوبات الأمريكية بل ووعيد ترامب بعقوبة كل من يتعاون مع إيران اقتصاديا ناهيكم عن المشاكل الداخلية المحرجة التي تلاحق الرئيس الأمريكي داخل ردهات البيت الأبيض والتي أشغلته عن الأزمة الخليجية رغم وعد واشنطن بعقد قمة خليجية أمريكية مرتقبة للبحث فيها مع توقعات بفشلها لأن هذه الأزمة لم تختلقها أبوظبي لتحل وإنما لتبقى سنينا طويلة تلقي فيها الرياض إلى هوة سحيقة بينما تخرج هي بالفائدة التي تأملها مع بقاء قطر آمنة من شرورها لأنها تعلم أن الدوحة أمسكت عصا السياسة من المنتصف ولم تبنِ لها عداوات إلا مع من يشبه أبوظبي فجورا وخبثا وكل ما فعلته قطر منذ بداية الحصار وحتى الآن يثبت أن العقلية التي تدار بها الأمور في قطر لا تقع على هوى أبوظبي ومنها العلاقات القطرية الإيرانية التي لم تكن سببا لتتسلق عليه الإمارات والسعودية وتفكرا بغزو قطر عسكريا وقلب نظام الحكم فيها وإنما كانت هناك أمور أكبر من هذه تتعلق بثروات قطر والتي حاولت الرياض مد أنظار (ترامب) لها لكنه فضل ثروات السعودية عليها ربما لأن آلية (حلب) هذه الثروات كانت أسهل له من أن يمد يده إلى بلد أقسم حاكمها يوما أن يعيش شعبه حياة مرفهة دون أن يشاركه أحد فيها بينما كانت الأموال السعودية تحت تصرفه رغم أنها بلد يُقطع فيها يد السارق إلا ترامب بحسب ما يمكن أن يصدره ولي العهد السعودي ويصدّقه المفتي قدس الله سره ولسانه ! . فاصلة أخيرة : ( نحن قوم ملتزمون بمبادئنا وقيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها ) .. جملة تفسر كل شيء ! [email protected]