27 أكتوبر 2025
تسجيلاستميحكم عذرا قرائي الأعزاء أن أقدم لمحة مقتضبة عن رواية (الجبل الخامس) للروائي العالمي باولو كويلوا التي أعيد طبعها حتى الان عشر مرات علنا نعتبر من أحداثها التي وقعت في زمن نبينا (موسى) عليه السلام ولا زال الصراع بين بني البشر على أشده منذ القدم للسيطرة على العالم بالقوة.تتكلم الرواية عن قصة (ايليا) وهي القصة الإسرائيلية التي تشير إلى النبي (موسى)، أحداث الرواية فيها من الغرابة بحيث يمكن اسقاطها على وضع قطر مع دول الحصار، فالشخصيات والحبكات قريبة من واقعنا.تدور الأحداث حول بلدة فينيقية اسمها (اكبر) حاكمها اسمه(الحاكم) وهو موالي للنبي (ايليا) الذي يعتبرونه أساس الأزمة، والأشوريون بسببه يحاصرون (اكبر) ويهددونهم بالحرب، وأهم مطالبهم من حاكم أكبر قتل النبي (ايليا) كي تعود الحياة الصافية بينهم، وتعد بلدة (اكبر) وفق الرواية مركز الكنوز والفكر والمعرفة.تقول الرواية إن (الكاهن) الذي يعبر عن صوت الشعب قام بتهدئة الأمور وتغليب العقل على العنف باعتبار ذلك من أسلحة الدمار التي اختلقها الانسان وهي مرفوضة ولابد ان يحل مكانها لغة التفاهم والحوار وهو سلاح خطير وقوي ليس بمثل الخناجر والرماح التي تترك خلفها اثار الدماء فبالحوار نستطيع أن ننتصر وهذا الاسلوب هو الناجح في تغيير العالم دون حروب.ستة أشهر مضت ولم يتحرك الجيش الاشوري هذا ما تقوله الرواية وتسترسل بان التوتر زال عن بلدة (اكبر) خلال الأسابيع الأولى للمقاطعة والحرب النفسية التي اختلقوها، وعادت الحياة الى طبيعتها واعتقد شعب (اكبر) ان بلدتهم طالما لم تكن هي البادية في الحرب فهذا يعني ان الأزمة ستحل عن طريق المفاوضات فطالب حاكم (اكبر) بالحوار مع الأشوريين كون الحاكم ترشده الاله وتملي عليه أفضل القرارات.طالب حاكم (اكبر) في خطاب له للشعب إبان الأزمة بعدم تزكية الشائعات التي أطلقها الناس وعدم التصديق انه بموت النبي(ايليا) ستعود الحياة الى سابق عهدها ثم أعلن الحاكم لشعبه ان السلام مع الاشوريين بات يشكل الحل الافضل، وسانده في ذلك التجار الذين يعرفون ان السلام في مصلحتهم، وهو دائما ما يطلب المزيد من الوقت لعل الازمة تفرج.ولان (الحاكم) يخاف من غضب الالهة، فقد فهم الاشوريون ان (اكبر) كانت سخية معهم وتفاوض بالشروط الملائمة وحاكم (اكبر) حكيم لانه لم يبدأ حربا معهم وشعبه يثق انه طيب ومتدين يزور المرضى والمساجين ويطعم الجائعين ويحل الوفاق بين المتخاصمين ولديه شعبية كبيرة ويعتبر نموذجا لكل المدن وهو الحاكم الاكثر عدلا يدير بلاده بذكاء والناس به سعداء.لكن الاشوريين تمادوا في عدائهم واتخذوا أساليب استفزازية وتم اعتقال قراصنة وجواسيس أرادوا شرا لبلدة (اكبر)فنصح الكاهن الحاكم بدعوة المجلس الاعلى للبلدة للتشاور دع» بعد ان تأجل خطابه، هنا همس النبي (ايليا) للحاكم قائلا فالقى خطابا هاما، «المحاكمة أمام الشعب فالشعب سيساندك أصبحنا شعبا عظيما لاننا تعلمنا كيف نصغي» قال فيه وطورنا تجارتنا لاننا نفضي الى رغبات شعبنا ونبذل ما.» بوسعنا لتحقيقها ذاع صيت الحاكم حتى بلغ مسامع الامبراطوريات كلها وأوفدت الدول الاخرى رسلا ليروا عن كثب كيف تدير أكبر مجالسها وتعالج أمورها المصيرية وكيف لهذا الحاكم الاخذ برأي شعبه والفوز باحترامهم..انه تميم المجد..ولنا تكملة في المقالة القادمة، ، ، وسلامتكم