19 سبتمبر 2025

تسجيل

الهوية أولاً

25 سبتمبر 2016

من المعلوم أن لكل شعب ثقافته التي يتميز بها عن غيره، وتنعكس هذه الثقافة على لغة هذا الشعب، فاللغة في أي مجتمع هي مرآة ثقافته، وهي الوسيلة التي تستخدمُها الشعوب للتعبير عن العناصر المختلفة للثقافة: عاداتها وقوانينها وتقاليدها ومفاهيمها، ويوجد تكامل بين اللغة والثقافة، وكِلتاهُما تُكتسب بصورة اجتِماعية، فالتكامل بين اللغة والثقافة على درجة كبيرة من الأهمية، وتبرز تلك الأهمية بوضوح في مجال تعليم اللغات عامة، وتعليم اللغة العربية على وجه الخصوص. يقول أحد المؤلفين عبر كتاب المقومات الإسلامية للثقافة العربية، إن مفهوم الثقافة هو مجموع القيم والمفاهيم التي تحكم سلوك الأفراد أو المجتمع ومن أهمها اللغة ، فكيف بنا ونحن نضيعها من بين أيدينا لنصبح بعد ذلك جيلا بلا لغة ولا ثقافة وبالتالي بلا هوية !! ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ذلك الازدواج السلبي الذي بات أمراً شبه عادي في أوساط عدد كبير من الشباب. الأسبوع الماضي كنت في أحد المقاهي وفجأة استمعت لحوار مجموعة من الصديقات اللاتي كن يجلسن في الطاولة الملاصقة لي ، كان حديثهن مزيجا بين العربية والإنجليزية حتى باتت أحاديثهن دون نكهة ، أنا لست ضد استخدام اللغة الأجنبية أيا كانت، خاصة إذا كنت في مجال يتطلب مني ذلك، كأن أكون في مجال العمل مع مجموعة أجانب أو عندما أجالسهم في أي مجال آخر أو إذا كنت مع أناس يتكلمون اللغة العربية فإنني بطبيعة الحال سأستخدم لغتي الأم ، ولكن دون إقحامها في كل تفاصيل حياتنا بشكل مشوه خال من أي جماليات تذكر ، ولفت انتباهي في الآونة الأخيرة ظهور عدد من الشخصيات والشباب في مقابلات إذاعية وتلفزيونية وكانوا يستخدمون اللغة الإنجليزية للتعبير عن ما يقصدونه، خاصة في المصطلحات وهذا الأسلوب من شأنه إعطاء صورة مشوهة عن الضيف مهما كان مستوى تفكيره وعلمه ومستواه الفكري والاجتماعي، فهو في البداية لم يحافظ على هويته فكيف لنا أن نقتنع كجمهور متلق لفكرته التي جاء لشرحها للآخرين عبر وسائل الإعلام وهو يستخدم لغة مختلطة تنم عن عدم ثقته بما يملك!