27 أكتوبر 2025
تسجيلظاهرة ذميمة استشرت بين الناس وامتدت لتطول دولنا الإسلامية التي تأثرت بهذه الآفة حتى وصل بها الحال الى ما نراه اليوم من قتل وسفك دماء، ورملت ويتمت الكثير من بني البشر بسبب هذه الظاهرة الشيطانية التي انتشرت في طبقات المجتمع وأدت إلى سلوك غير محمود، وإلى هدم البيوت، وقطع المودَّة بين المسلمين ، ولكي لا اطيل عليكم انها ظاهرة الغضب التي حذَّرَ منها رسولنا الكريم ، وجعل ثواب المبتعد عنها الجنة. حقيقة ما دعاني لطرح هذه القضية ما لها من آثار جانبية تستحق التأمل فكم من مسلم بسبب غضبه هدم كل عناصر الودِّ والصداقة مع أصحابه! وكم من مسلم بسبب الغضب لَعَنَ والديه، وتلفَّظ عليهما بأشنع عبارة تَخرج من لسانه! كم من شخص بسبب لحظة الغضب تنكَّر لمن أسدى إليه معروفًا، وصنع له جميلاً! في لسان العرب لابن منظور قيل عن الغَضَبُ انه نَقِيضُ الرِّضَا وجَعَلَ للنار غَضَباً على الاستعارة أَيضاً وإِنما عَنى شِدَّةَ التهابها ، والغضب: هو حالة نفسية، تبعث على هياج الإنسان و ثورته قولاً أو عملاً، وهو مفتاح الشرور و رأس الآثام ، والبعض الاخر قال الغضب: هو تصرف لا شعوري وانفعال يهيج الأعصاب ويحرك العواطف ويعطل التفكير ويفقد الاتزان ويزيد في عمل القلب ويرفع ضغط الدم ويزداد تدفقه على الدماغ وتضطرب الأعضاء ويظهر ذلك بجلاء على ملامح الإنسان فاٍن لم يكبح جماح نفسه تفلت لسانه فنطق بما يشين من الشتم والفحش بما يندم عليه.من أكثر المقولات التي تناولها المتواصلون في مواقع التواصل الاجتماعي تلك النظرية التي أطلقها الشيخ علي الطنطاوي من تجاربه الخاصة ولقت صدى واسعا بين المتواصلين على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة وترتكز على مقوله "لا تجعل نفسك شاحنة النفايات لأي أحد في حياتك وخاصة المقربين" وتدور حول قصته مع سائق تاكسي كظم غيظه من سائق اخر غلط عليه ولوَّح له بالاعتذار والابتسامة ، فقال الشيخ استغربتُ من فعله وسألته: لماذا تعتذر له وهو المخطئ ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صِدام ؟الشيخ الطنطاوي قال لقَّنني سائق الأجرة درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة "شاحنة النفايات" وعليه يقول: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء مُحَمَّلة بأكوام النفايات "المشاكل بأنواعها ، الإحباط، الغضب، الفشل ، وخيبة الأمل" وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب .. فلا تجعل من نفسك مكبّاً للنفايات.من هذه العبر نأخذ الحكمة ونحاول ترجمتها لتكون طريقنا للحلم مع الذين يسيئون لنا فلا نأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط نبتسم ونتجاوز الموقف ثم ننطلق في طريقنا ، وندع الله أن يهديهم ويفرِّج كَربَهم ، ليكن في ذلك عبرة ، وحذر فضيلته من أن نكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل أو البيت، أو في الطريق، في النهاية الأشخاص الناجحون لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات أن تستهلك يومهم وأعصابهم وتفكيرهم.هذه الظاهرة قال عنها الإمام علي - رضي الله عنه -: "أول هذه الظاهرة جنون، وآخرها ندم" فالشديدَ هو الذي يَملك نفسه عند الغضب، قال رسولنا الكريم "ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضب".كم من الحوادث المؤلمة نتجت عن لحظات الغضب ،،،، وسلامتكم