12 سبتمبر 2025
تسجيلفي 24 من شهر أكتوبر من كل عام، يتحتم على كل عربي أن يتذكر ما حدث للشعب الفلسطيني "وقضيته المصيرية" بفعل الأمم المتحدة"، التي كان قد تم التوقيع على ميثاقها وأصبح ساري المفعول في هذا اليوم 24 أكتوبر من عام 1945.لقد عُرضت القضية الفلسطينية على هذه المنظمة الدولية وما تفرع عنها لأول مرة في شهر أبريل عام 1947، عُرضت: على الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس الوصاية، وعلى محكمة العدل الدولية، ومنظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة وغيرها.وفي كل هذه المواقف كانت الأمم المتحدة تبرز من خلف القناع الذي تتستر به لتظهر على صورتها الحقيقية عدوا لدودا لشعب فلسطين وقضيته، وعدوا سافرا لكل العرب وقضاياهم المصيرية.وقد أنشئت الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية لتحل محل عصبة الأمم في حفظ السلام، وحل المنازعات الدولية، وتحقيق التعاون الدولي والاقتصادي والاجتماعي، حيث تم التوقيع على ميثاقها بداية من قبل 51 دولة يوم 26/6/1945، وكان من بين هذه الدول الموقعة : مصر وسوريا والعراق ولبنان والسعودية.وأصبح هذا الميثاق ساري المفعول في 24/10/1945، بعد ذلك أخذ عدد أعضائها في ازدياد ليشمل الدول التي تحصل أو تنتزع استقلالها من الدول الاستعمارية الغربية البغيضة..وكان اسم الأمم المتحدة كان قد ظهر لأول مرة قبل إنشائها رسميا بحوالي أربع سنوات، وتحديدا يوم 1/1/1942، حين أعلن ممثلو 26 دولة في العاصمة الأمريكية واشنطن تصريحا مشتركا باسم "الأمم المتحدة" تعهدت فيه هذه الدول ببذل الجهود الحربية المشتركة ضد قوات المحور، وبألا تعقد أي من هذه الدول الموقعة على التصريح هدنة أو صلحا منفردا مع الأعداء.وقد انضم فيما بعد إلى هذا التصريح 21 دولة من بينها الدول العربية التالية: العراق في 16/1/1943، مصر في 27/2/1945، السعودية وسوريا ولبنان في 1/3/1945.وكان قد أُعلن عن الحاجة لمنظمة دولية جديدة لتحل محل عصبة الأمم المتحدة التي تأكد إخفاقها في حل النزاعات الدولية، ولم تتمكن من منع وقوع الحرب العالمية الثانية، حيث ورد اسم الأمم المتحدة بالشكل الرسمي في تصريح موسكو الذي أصدرته يوم 30/10/1943 كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد السوفييتي والصين.وبعد ذلك اتفقت هذه الدول الأربع خلال مؤتمر" دومبارتن-أوكس" الذي عقد في شهري سبتمبر وأكتوبر 1944على وضع بيان بالأسس التي يجب أن تقوم عليها المنظمة الجديدة المقترح تأسيسها والمقاصد التي تسعى لتحقيقها والمبادئ التي تعمل وفقا لها.وفي مؤتمر "بالتا " الذي عقد في شهر فبراير 1945 الذي تم فيه تقسيم العالم كغنائم حرب بين الدول الكبرى المنتصرة، اتفقت بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفييتي على نظام حق النقض "الفيتو" للتصويت في مجلس الأمن، وانضمت بعد ذلك إلى هذا النظام كل من فرنسا والصين، ودعت هذه الدول الخمس جميع الدول التي وقعت على تصريح الأمم المتحدة عام 1942، وكذلك الدول التي انضمت إليه فيما بعد، للاشتراك في مؤتمر دولي لوضع ميثاق لمنظمة دولية، على أساس الخطوط الرئيسية لمقترحات "دومبارتن-أوكس" فانعقد مؤتمر سان فرانسيسكو في الفترة ما بين "25 أبريل- 26 يونيو 1945" تم خلاله وضع ميثاق الأمم المتحدة، الذي وقع في اليوم الأخير من المؤتمر، وصُدّق عليه في 24 من شهر أكتوبر 1945، الذي سمي بيوم الأمم المتحدة. وميثاق الأمم المتحدة يتألف من ديباجة و 111 مادة تحتوي على مبادئها وتنظيمها.وحدد الميثاق المبادئ –الرئيسية للمنظمة الدولية الجديدة، ومنها المساواة في السيادة بين جميع أعضائها، وفض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن التهديد بالقوة، أو استخدامها ضد الاستقلال السياسي لأية دولة، أو سلامة إقليمها، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدولة ما.وقد اتُّخذت مدينة نيويورك الأمريكية مقرا لهذه المنظمة الدولية، التي يتبعها : الجمعية العامة، مجلس الأمن، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مجلس الوصاية، محكمة العدل الدولية، والأمانة العامة، كما يوجد عدد آخر من المنظمات الدولية التي منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" التي أطلق عليها الميثاق اسم "الوكالات المتخصصة" وربط بينها وبين الأمم المتحدة ، جاعلا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي أداة اتصال.وبرغم ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة من رفض للظلم وامتهان لحقوق الشعوب، وإدانة لأي عدوان، ومنعه إلا أن هذه الأمم المتحدة منذ إنشائها لم ترع أي حقوق للشعوب العربية، ولقد بدا ذلك سافرا حين عرضت قضية الشعب الفلسطيني على الجمعية العامة للأمم المتحدة أول مرة خلال شهر أبريل عام 1947، ثم حين أصدرت قرارها بتقسيم فلسطين يوم 29/11/1947، وبقبول الكيان الإسرائيلي العدواني الدخيل الذي أنشئ على أرض فلسطين بعد اغتصابها الأول عام 1948 عضوًا فيها، ثم حين سكتت هذه المنظمة الدولية بمختلف مجالسها ولجانها المتخصصة عن كل الاعتداءات التي أسقط بها هذا الكيان العنصري الدخيل كل الموثيق الدولية..ثم حين عمدت هذه المنظمة إلى أخذ دورها الصريح في تمييع القضية الفلسطينية وتشويه الصورة الحقيقية لهذه القضية، وتحويلها تدريجيا من قضية تحرير قومية، إلى قضية نزاع على الحدود، ثم إلى قضية لاجئين، فإلى قضية عجز مالي تعاني منه وكالة الغوث الدولية، إلى قضية تخلف اقتصادي تتم معالجتها، بالمشاريع والمساعدات والقروض، ومع ذلك كله ما تزال حكومة أبو مازن تأمل خيرا في هذا الكيان الهش المسمى (الأمم المتحدة) !! وما هذا الكيان الهش في الحقيقة إلا عجل جسد له خوار!!