28 أكتوبر 2025
تسجيلالعامل المشترك بين حرب "داعس والغبراء" وحرب "داعش والحلفاء" هي كلمة (حرب)، ففي سالف الأزمان هناك حرب في العصر الجاهلي سميت "داعس والغبراء"، وفي وقتنا المعاصر اشتعلت حرب صعب إخمادها اسمها "داغش والحلفاء" الأولى استغرقت أربعين عاماً بين قبيلتي عبس وذبيان، واشتركت فيها العديد من القبائل العربية بصف بني ذبيان، إنها قصة أشهر حرب فى تاريخ العرب، وبقيت قصة هذه الحرب في ذاكرة التاريخ كالأسطورة؛ لشهرتها وذيوع صيتها وتسلسل أحداثها المسيطر في الذاكرة.أما حرب "داغش والحلفاء" فأحداثها انطلقت حديثاً، وهي مستمرة الى ما لا يعرف مداه، حيث التكافؤ بين الطرفين مفقود، والمواجهة كما هو في عرف الحروب لا وجود له على أرض الواقع، والرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف بقوله: إن جهود الائتلاف الدولي، المكون من حوالي 40 دولة عربية وغربية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ستأخذ وقتاً. وإنها ليست معركة أمريكا وحدها، وإن الجيش الامريكي سيواصل في الفترة المقبلة تنفيذ غارات جوية ضد أهداف تنظيم "داغش" في سوريا والعراق، بحكم أن أغلب الضربات ضد "داعش" تتم من منصات أمريكية باستخدام مجموعة مختلفة من الذخائر.الامريكيون يهمهم الاستفادة من حشد التحالف وخاصة من الدول العربية الخليجية بالتمويل المالي، وذكر مسؤولون امريكان ـ صراحة ـ أن التحالف مطلوب منه المساهمة بالمال لدعم هذه الجهود، ووفق تقارير مسبقة، ذكرت ان الادارة الامريكية اعتمدت حتى الآن على ميزانية عمليات الطوارئ في الخارج، لدفع تكاليف العمليات ضد "داعش".. "أما الآن فسنسعى لتمويل الجهود من الحلفاء في هذه الحرب". أمريكا ودول التحالف حتى الآن منذ بدء الضربات على تنظيم "داغش" لم تحدد موقعا ثابتا له، ولم تعلن أمريكا وتوابعها تمكنها من تتبع رأس المال، الذى يمد هذا التنظيم بالسلاح والأموال ووسائل المعيشة، بالإضافة إلى أن الجنسيات المشاركة فى تنظيم داعش غير معروفة الهوية والانتماء الاجتماعي، لذا فإن سعي أمريكا تشكيل تحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد تنظيم داعش. (في رأي الخبراء الاستراتيجيين) سوف يفشل ولن يحقق الهدف منه، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ.. فحرب أمريكا على "داغش" وصفتها وسائل إعلامية غربية بالمستحيلة، واستبعدوا أن تبلغ فعالية الغارات المرتقبة الأمل المنشود، وذكر خبراء بالأمن القومي الأمريكي أن القصف الجوي لمواقع "داعش" بالعراق محكوم عليه بالفشل، لأن محاربتهم جواً فقط لن تستطيع القضاء عليهم.. هناك مجتمعات عربية تفضل "الدولة الإسلامية" التي تقودها "داغش" وهو ما ينذر بإطالة أمد الحرب والدخول في مستنقع صعب الخروج منه، خاصة في ظل التصعيد الخطير الذي يقوم به التنظيم بشن حملة للاستيلاء على الأراضي، والإعدام الجماعي، وقطع الرؤوس على الملأ.حرب "داعس والغبراء" انتهت بعد قيام شريفين بتأدية من مالهما ديات للقتلى، وبذلك أطفآ نار الحرب بعد أربعين عاماً من نشوبها، فكم ستستغرق حرب "داغش والحلفاء" لإيقافها، وهي التي ما زالت الهجمات في بدياتها. وسلامتكم.