07 أكتوبر 2025

تسجيل

المعروف والمنكر

25 سبتمبر 2013

لست واعظاً ولا ادعي ضلوعي بالفقه والسنة ولست متبحراً في قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي اتخذت منها عنوانا لمقالتي اليوم للتطرق اليها بسبب ما دعت اليه ضرورة الحياة العصرية المتغيرة والتي تدعو الى دق ابوابها والولوج الى مفاهيمها العميقة، علنا عندما نستمع الى خصالهما ان نعتبر بهما ونقف لحظة للتأمل في معانيهما العظيمة. ننطلق من قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" فيتبادر لذهن القارئ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو تلك الأوامر الدينية، التي ارتبطت بالحض على الطاعات، مع أن التسمية أوسع من أن نضيقها بهذه الخانة. فقال المحدثون ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو الصيغة الإسلامية للحوار الداخلي للمجتمع، وهو الطريقة التي يتم بها تصحيح الأخطاء، سواء شرعية، أم عرفية، فلا تجد أمة من أمم الأرض، لا تحض في أدبياتها على الصدق، والأمانة، والالتزام، والحرص على الوقت، كما لا تجد أمة منها، لا تنهى عن الكذب، والغش والخداع، فهذا هو المعنى العقلي الذي يقوم به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ورد في القاموس المحيط معنى المعروف ومعنى المنكر ان "المعروف هو اسم لكلِّ فِعلٍ يُعرَفُ حُسْنُه بالعقل أو الشَّرْع، وهو ضد المنكر"، وهذا تعريف شامل لما نريده، ويتعدى هذا المفهوم ليصل حدوداً لا يمكن إهمالها أو حصرها. ويبدو ذلك واضحاً من الآية نفسها، فهذه الأمة، أنفع الأمم للناس، والناس، قد يضمون المؤمن والكافر، لذا فانني أرى أن المعروف هو الصيغة التي تكفل تساوي الجميع أمام القانون، طالما أن الرأي استند إلى قاعدة المعروف والمنكر، وهذا معمول به في كل مكان في العالم، يقول الامام الطبري "المعروف هو الايمان بالله ورسوله والعمل بشرائعه واصل المعروف كل ما كان معروفا وفعله جميل مستحسن غير مستقبح في اهل الايمان بالله، وانما سميت طاعة الله معروفا لانها مما يعرفه اهل الايمان ولا يستنكرون فعله، والمنكر النهي عن الشرك بالله وتكذيب رسوله وعن العمل بما نهي عنه، واصل المنكر هو ما انكره الله ورأوه قبيحا، ولذلك سميت معصية الله منكرا". عندما شرع الإسلام الأمر بالمعروف كان ذلك بهدف صيانة الاسلام وحراسة المجتمع الاسلامي من الضلال والانحراف، وخلاصة ما نريد الوصول اليه هو ان المعروف عبارة عن الأعمال الصالحة التي فرضها الله تعالى علينا، والمنكر عبارة عن الأعمال القبيحة التي حرَّمها الله تعالى علينا، ولنا اختيار ما ينفعنا وترك ما يسيء الينا. وسلامتكم