27 سبتمبر 2025

تسجيل

زرع.. حصد!!

25 سبتمبر 2012

شدني حديث شيق جمعني بأحد الأصدقاء من لبنان الشقيق حول الطبيعة، وحكمة رب العالمين في توزيعها على الأرض، وبالطبع كان لابد أن نعرج في الحديث على جمال الطبيعة في لبنان، وجمالها أيضا في قطر، نعم الطبيعة في قطر جميلة جدا ربما لا تكون خضراء، ولكن هناك حكمة من رب العالمين في ذلك وأعاض هذا البلد بثروات طبيعية تعود بالنفع على ساكنيها. فقط حين ننظر بعين الجمال والمحب لبلدنا حتما سنجد أن طبيعتها المنبسطة، التي يحتضنها البحر من كل جانب هي طبيعة في غاية الجمال، والخريطة العالمية شاهد على ذلك، ولكن السؤال الأهم في هذا كله ما هو دورنا نحن تجاه هذه الطبيعة، وما هي اللمسات التي يمكننا إضافتها لنرى مدننا جميلة دائما. هذا كان ركنا أساسيا من حديثي مع هذا الصديق وهو دورنا الأساسي في ذلك، ومن ضمن حديثه ذكر لي أن هناك عادة في لبنان خاصة بالاعراس وهي أن يقوم (المعرس) بإهداء (المعازيم) هدية رمزية بسيطة وبالرغم من أن هناك من يفرط في المغالاة بهذه الهدية، إلا أنه - حسب قوله - هناك من يجعل من الهدية ذات فائدة للحضور وللبلد، وكانت تلك انطلاقة حوارنا، خاصة أنه ذكر أن شقيقه قد قدم لكل شخص من (المعازيم) هدية عبارة عن شجرة أرز صغيرة!!. هنا تنبهت إلى ما رمى إليه هذا العريس في أن تصبح هذه الشجرة ذكرى لزواجه في كل بيت من بيوت من حضروا، ثم أنها تزين تلك البيوت وتزين الوطن أيضا. لا أعتقد أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى شرح مطول فأنتم تعرفون جميعا مدى أهمية أن تكون هذه الهدية بهذا السخاء وهذا العمق من التفكير الصحيح، وكم أتمنى أن تصبح هدايانا جميعا في كل أعراسنا كلها أشجارا، ولو حدث ذلك لأصبحت مدننا كلها جميلة ولتذكرنا أن هذه الشجرة حصلنا عليها في عرس فلان، وتلك في عرس فلان!! البلدية في قطر تقوم بواجبها على أكمل وجه، لكنها بحاجة إلى تكاتفنا معها ومساهمتنا في تخضير مناطقنا، وجعلها مميزة وتسر الناظرين، وهنا أيضا لا نعمم الجميع، فهناك بعض الشوارع في بعض المناطق حين تدخلها والأشجار تغطيها من يمنة ويسرة لا تود أن ينتهي هذا الشارع لجماله. كم نتمنى أيضا أن يتم تطبيق زراعة الأشجار بشكل إجباري أمام المنازل والبيوت الجديدة كذلك، لا يتم منح ورقة إتمام البناء إلا بعد أن تتم زراعة شجرة أمام المنزل، وهذا ليس مستحيلا علينا جميعا، فما أجمل أن نرى بيوتنا ومناطقنا ووطننا جميلا في أبهى حلة. ألم نتعلم في مدارسنا منذ الصغر (زرع.. حصد) فلما لم نزرع ولما لم تؤثر فينا هذه الجملة، ولما كان تكرار فعل زرع دائما في مناهجنا الابتدائية؟!!.