22 سبتمبر 2025
تسجيلالمشاجرات في الصغر لها نكهة جميلة وخالصة، لم تكن كمشاجرات الآن تخرج منها بعاهة مستديمة، بل كنا نخرج بجروح بسيطة نخفيها عن أهالينا كي لا يحرمونا الخروج للعب مرة أخرى، وأغلب تلك المشاجرات كانت تنتهي قبل أن تبدأ حيث تبدأ بمسك كل طرف للثاني من صدر الثوب ونظل نومي للآخر بأننا سنطرب لكننا ننتظر منه هو أن يبدأ، وتنتهي المشاجرة بقول: (هدني واهدّك)، وهي الجملة الشهيرة في الأفلام المصرية التي عرفناها منذ الصغر (سيب وانا سيب )!!.لم نكن حينها نعرف مدينة ملاهي سوى مملكة علاء الدين التي أصبحت الآن مكانا للحفاظ على مخلفات بعض المهرجانات، والتي كنا نزورها في فترات متباعدة جدا وكأنها تغني لنا (زوروني كل سنة مرة )!!.. الآن انتشرت الملاهي في كل مكان حتى بات الأطفال الصغار يجيدون اللعب عليها بذكاء كبير لا نعرفه نحن.هذه مقدمة لموضوع اليوم والذي تعرضت له في أحد المجمعات التجارية وهو مجمع اللاند مارك حتى لا أظلم بقية المجمعات وحتى لا يظن البعض أنه مجمع فيلاجيو من باب أن كثرة الطعن في الميت حرام!!.ذهبت برفقة بناتي لمدينة الألعاب في فيلاجيو وهناك أضعت نظارتي الشمسية التي أعتز بها كثيرا كونها هدية من انسان عزيز جدا، وسبق لها أن انكسرت عدستها وبعثها الوكيل للتصليح في باريس وكأنه لا يوجد عدسات لدينا، بعد دقيقتين من إضاعة النظارة انتبهت لذلك فذهبت إلى جوار اللعبة التي أضعتها بجانبها فلم أجدها بالرغم من وجود إثنين من أفراد الأمن بجانب المكان وإثنين من عمال النظافة، ولكنها اختفت فجأة.أبلغت الأمن بضرورة البحث عنها ولكن دون جدوى، وكل ما مرت الدقائق كنت ابتعد أكثر عن الأمل في أن ألقاها، طلبت من الأمن أن يشاهدوا كاميرا المراقبة فكان ردهم لي أنهم لا يستطيعون ذلك إلا بإذن من الشرطة وعندما قلت لهم أنني سأستدعي الشرطة قالوا لي عليك دفع غرامة قيمتها خمس مائة ريال!!.. هنا صعقت من الغرامة التي أصبحت تفرض على كل من يطلب الشرطة للمجمع، ولا أدري كيف فكروا في ذلك، فأحيانا قد نحتاج لوجود الشرطة كونهم سلطة القانون ووجودهم ضروري في كل مكان وقد كانوا يفتحون فروعا في المجمعات حال احتاجهم أحد، أما الان فعليك أن تدفع خمسمائة ريال في حال أبلغت الشرطة.إذا كان موظفو الأمن لا يستطيعون مساعدتي واحتجت مساعدة الشرطة فعلي التفكير جيدا لأنني حينها سأضطر لدفع غرامة كوني متضررا.المهم الآن أبشركم أنني لم أدفع الغرامة ولم أحصل على النظارة ولم يساعدني رجال الأمن، وكل ما فعلوه أنهم اتصلوا ببعضهم البعض وانتهى الموضوع، ولم أخرج من هناك إلا وأنا أتذكر جملة المشاجرة التي تنتهي (سيب وانا سيب )، بالرغم من أحد أطرافها يكون متضررا.!!