02 أكتوبر 2025
تسجيلفي أحد الأيام قلت لأحد زملائي أني سأزور أحد المتاجر لأن لديه تخفيضات، فرد قائلاً: لابد وأن سبب التخفيضات هو كساد البضاعة وسوء جودتها! وفي مرة أخبرته بأني ذهبت بسيارتي المعطلة للصيانة لدى الوكيل، فكان رده بأن الصيانة سيئة لدى هذا الوكيل، وأسعارهم مبالغ فيها، ولكني أجبته بأنهم أصلحوها بدون مقابل كونها لا تزال تحت الضمان! فرد علي: إذاً سيصلحون العطل وسيتسببون في عطل آخر في السيارة! زميلي هذا يمارس التذمر والتشكيك والسلبية بشكل يومي، حتى أصبح يتقنه. صديق آخر يستغرق وقتاً طويلاً في تقليب وتفحص قائمة الطعام في كل مطعم قبل أن يحدد طلبه، وعندما يأتي طبقه فمن عادته أن يتفحص طبقي وأطباق الآخرين في الطاولات المجاورة، ثم يندب حظه لأنه شاهد طبقاً آخر يبدو أشهى. وكذلك الحال عندما نسير بسيارته الجديدة، فهو يظل يراقب السيارات في الشارع ويقول: تلك السيارة أفضل من سيارتي. وعندما يشاهد سيارة تشبه سيارته، يقول بأن لون السيارة الأخرى أفضل. صديقي هذا اعتاد النظر لما عند الآخرين ويتوهم أن ما لديهم أفضل ولا يستمتع بما عنده، حتى أصبح يتقنه. إن أي سلوك تمارسه بشكل يومي، ستتقنه بعد فترة، سواء كان هذا السلوك هو قراءة الكتب، أو التفكر والتأمل، أو ممارسة الرياضة. وكذلك الحال مع السلوكيات النفسية، سواء السلوكيات الإيجابية كالحلم، والصبر، والتغافل، أو السلبية كالتذمر، وتتبع الآخرين، والقلق. تأكد أن الاستمرار في أي سلوك لن يجعلك تألفه ويكون جزءاً من شخصيتك فقط، بل سينقل مستواك في أداء السلوك لمستويات أعلى حتى تتقنه، وسيكون من الصعب عليك التخلي عنه. لذلك احرص على مراجعة سلوكياتك مهما كانت صغيرة، فشخصيتك اليوم هي نتيجة تراكم السلوكيات على مر السنين. @khalid606