17 سبتمبر 2025

تسجيل

شالوم يا خونة

25 أغسطس 2020

قبل عقود تسربت معلومات للشارع العربي بأن رؤساء عربا على علاقة بتنظيم الماسونية، والذي يؤكد العديد من المصادر أنه تابع لتنظيمات صهيونية، استناداً للكثير من العقائد والأفكار المتشابهة معها، وكان ارتباط هؤلاء الزعماء العرب بالماسونية لأهداف تتعلق بتلقي الدعم، والمحافظة على عروشهم ضد أي خطر يواجههم، خاصة ثورات الشعوب التي لطالما أرّقتهم وقضّت مضاجعهم!. ورغم أن هؤلاء الزعماء كانوا يتعاطون سراً مع أذرع الصهيونية، ويئدون أي صحوة تعتري شعوبهم، إلا أنهم لم يسمحوا لأنفسهم قيد أنملة أن يُجاهروا بصهيونيتهم، خوفاً من أن يقتلعهم طوفان غضب شعوبهم، وعدم تمكّن القوى الأجنبية التي تخضع لأوامر الماسونية وأذرعها من حماية عروشهم وإطالة أمد حكمهم!. ما كان في الماضي سيبقى أسيراً للماضي، لأن الحاضر اختلف من وجهة نظر هؤلاء الطغاة، فلم يعد ما كان سراً مجدياً لهم إذا كانت المجاهرة بالفعل المُنكر هي الصفقة الرابحة بالنسبة لهم، لذلك رأينا كيف كان التسارع والتهافت على التطبيع والانبطاح للكيان الصهيوني، وعدم اكتراثهم بردة أفعال شعوبهم الرافضة للتطبيع رغم أدوات التنكيل والبطش التي لطالما تلوح بها أنظمتهم الاستبدادية. ولعل الهرولة الإماراتية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ورغبتهم في السرعة بإتمام اتفاقية السلام معهم هي من أكثر الشواهد على المجاهرة بالـ "الصهينة" من أوسع أبوابها، حتى شاهدنا وكأن الوئام والمحبة نزلا على قلوب الإماراتيين من السماء كالمن والسلوى تجاه أصدقائهم وحلفائهم الجدد "الصهاينة"، ويتجلى ذلك جيداً من خلال ما صرّح به يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن في أول حديث رسمي له لصحيفة يديعوت الإسرائيلية قائلاً: إن التوسع الإسلامي يشجع التطرف ويقوّض الاستقرار، منوهاً بأن مئات السنين من سوء التفاهم من الشك أحيت العدوان. ولم يخلُ مقال العتيبة من عبارات الود والمحبة للكيان الصهيوني، وخلا تماماً من أي عبارة تهمز وتلمز مصطلح "احتلال" أو "حقوق الشعب الفلسطيني" أو "القدس عاصمة دولة فلسطين"، مكتفياً بوصف نظامه والكيان الصهيوني بأنهما دولتان أسستا مجتمعات عصرية مع تخطيط مستقبلي، ومستدركاً: قمنا بذلك، كل على انفراد، يوجد سياج فاصل في حيّنا!. ولعمري إن العتيبة لم يزلّ لسانه في وصفه لدولته وللكيان الصهيوني بالمتشابهين، فهما متشابهان بالفعل في إحداث الدمار والهلاك في الدول التي لهما مطامع فيها ومخاوف في آن واحد، في غزة الأبية وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان، كلاهما عدوان لدودان لثورات الشعوب وللصحوات الإسلامية، ولأي مجتمع صالح يتجه نحو تطبيق الشريعة، ويتسلح بكتاب الله وسنة نبيه، كلاهما عدوان لمن يسعى للإصلاح والتآخي بين الأشقاء والجيران، وينشر السلام بين البشر، ويغيث ويدعم الشعوب المنكوبة دون أي مصلحة سياسية أو مطامع في الثروات كقطر وتركيا. وليس هناك وصف لحالة التطبيع الإماراتية وما سيتبعها من دول خليجية وعربية، تتوق وتتعطش للتطبيع والانبطاح للكيان الصهيوني، أبلغ من الساقطة التي استدرجت بطريقتها الاحتيالية صديقات لها لم يمتهنّ هذا العمل، حتى زيّنت لهن أنه يستحق التجربة، ولمّا اعتدن عليه أصبحن يتفوقن على الساقطة التي اشتعلت نيران غيرتها على من علمتهن فنّها وبرعن عليها، حتى أيقنت بأنها طالما كانت هي صاحبة السبق فعليها أن تتخلص منهن حتى يخلو الجو لها مع زبائنها، هذا هو خاتمة سلام الخونة!. فاصلة أخيرة مراسل صحفي صهيوني يصف زيارته للإمارات بأنه ليس لديه أدنى شك أن هذه واحدة من أكثر الدول تشابهاً مع إسرائيل!. كيف لو اطلع على ما في قلوبهم من مكر وحقد وغدر لجيرانهم وأمتهم الإسلامية، أظنه سيقول: إنهم من نسل أبناء عمومتنا بني قريظة!. [email protected]