11 سبتمبر 2025
تسجيلجاء أحدهم وهو شخص بسيط لصديقه المقتدر يبكي بحرقة، وقد ضاقت به الدنيا، وظن أن الدنيا أوصدت أبوابها امام وجهه، علم الصديق المقتدر بأن بكاء صديقه بسبب أبيه الذي سيودع السجن بسبب الدين، وان كان الدين ليس كبيرا ولكنه أمر محكمة وهذا ما كان، فقال له اذهب الى اصحاب الدين، واخبرهم بأنك ستسدد عن ابيك نصف المبلغ مقابل سحب القضية، تردد الابن قليلا معللا بأنه يشك في موافقتهم، فشجعه الصديق المقتدر على ذلك بعد ان اعطاه المبلغ. ذهب الابن اليهم مترددا ولكنه تفاجأ بموافقتهم الفورية، لأنهم فضلوا ان يأخذوا ولو قليلا على الا يستلموا شيئا أبداً، وهذا ما كان وخرج الاب من عنق الزجاجة ولله الحمد. هذه قصة حدثت امامي وتحدث باستمرار، لأن المنطق يقول بأن الحصول على القليل أفضل من لا شيء ابدا، ومهما سجن الشخص فإن الدائنين لن يستطيعوا الحصول على حقوقهم، لسبب بسيط وهو ان المدين لا مال له ولا حيلة لديه، وخاصة اذا سجن فتكون مستحيلة، لأن الشخص المسجون لن يستطيع العمل لسد ديونه بل سيتحطم نفسيا كإنسان ويتهدم اركان بيته، وهذا ما يحدث لكثير من الناس بغض النظر عن الاسباب ولا حول ولا قوة الا بالله. في هذه القضايا الانسانية المؤلمة ينهض دور المجتمع من خلال الافراد والجماعات والجمعيات الخيرية في دعم المدينين والسداد عنهم، وقد سطرت جمعية قطر الخيرية جهودا مشرفة ولا زالت، بدعم الناس في هذا السجل وغيرها من الجمعيات بالطبع، والسؤال الذي اود طرحه هو لماذا لا يتم اعادة النظر في احكام السجن في المدينين الذين لم يتم اتهامهم بالسرقة والاختلاس من الاموال العامة والخاصة بل لظروف قاهرة، والتي هي اغلب الحالات التي نراها هذه الايام وهي معروفة؟. لماذا لا تكون هناك احكام جديدة تجبر الناس على العمل تحت عين القانون، ومراقبة المحكمة لتسديد ديونهم، أو على الاقل جزء معين منها لأن حصول الدائن على جزء معين من امواله افضل من لا شيء، ونحن بهذا نحافظ على ديمومة الحياة بشرف ونتجنب دمار البيوت وتشريد وخذلان الأُسر من نساء واطفال. اضع هذا الاقتراح امام اهل الفكر والقانون واصحاب القرار، والله يعين المدينين، وابعدنا الله وإياكم من الديون وشرها. [email protected]