10 سبتمبر 2025

تسجيل

صيام الأيام الستة بعد رمضان وإن لم يكن في شوال

25 أغسطس 2016

يسألني أحد الأحبة: لم أتمكن من صيام الأيام الستة التي من شوال فهل أستطيع تداركها وصيامها وقد انتهي شهر شوال؟ الجواب: الحمد لله: نعم يمكن لمن فاته صيام الأيام الستة خلال شهر شوال، يمكنه أن يصومها في أي وقت حتى ولو انتهي شهر شوال للأدلة الآتية الدليل الأول: في صحيح الإرواء تحت حديث: 950، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1007: عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ — صلى الله عليه وسلم — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: (" صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ) (بَعْدَ الْفِطْرِ) (بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ) ({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ") الدليل الثاني: وفي رواية: " جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ، تَمَامُ السَّنَةِ " الدليل الثالث: في صحيح ابن ماجة، (جة) 1715: عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا" ووجه الدلالة في هذه الأحاديث الثلاثة الصحيحة: أن المطلوب صيام شهر رمضان تحديدا وخصوصا متتاليا متتابعا، أما الأيام الستة فقد طٌلبت بإطلاق دون قيد زمان شهر شوال ودون قيد التتابع أو التتالي وعليه فالمطلوب العدد بإطلاق (شهر رمضان وستة أيام بعده، والحسنة بعشر أمثالها كما في النص القرآني (وعليه فلو أن الشهر ثلاثون يوما، وتم صيام ستة أيام بعده متفرقة متتابعة متتالية أو غير ذلك، فالنتيجة حاصل ضرب (36 في 10) فالنتيجة = 360 عدد أيام السنة. الدليل الرابع: في صحيح مسلم: (م) 204 — (1164)عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ — رضي الله عنه — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" ووجه الدلالة في هذا الحديث الأخير أن اللفظ النبوي " من شوال " وليس " في شوال" فافترقا. الدليل الخامس: هناك استنباط آخر دقيق في المسألة من نص حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ — رضي الله عنه —: أَنَّ رَسُولَ اللهِ — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".‏صحيح مسلم كتاب الصيام. باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إِتباعاً لرمضان" وذلك كالآتي: نقول "مِنْ " تأتي في كتاب الله تعالى على نحو بضعة عشر معنى اتفق النحاة على أن المعنى الرئيسي لهذه المعاني لــ(من) الجارة — أي حرف جر — هو ابتداء الغاية ؛ 1 — مكانية: مثل: قوله تعالى:"{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] ف" من " هنا تدل على ابتداء مكان رحلة الإسراء. 2 — ابتداء الغاية زمانية{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] ف: " من " هنا لابتداء الزمان،وفي الحديث الشريف قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) «مطرنا من الجمعة إلى الجمعة» ومن هذه الثانية دليل أهل العلم في حديث شوال، إن " من " هنا لابتداء الزمان أي يصوم ستة أيام ابتداء من شوال. 3 — أو مطلقة من المكان والزمان مثل: قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} 4 — ومن معاني "مِنْ" أيضا في اللغة التبعيض بأنْ تسدّ كلمة "بعض " مسدَّها، نحو: (حتى تُنْفِقوا مما تحبون).وقرأ ابن مسعود "بَعْض ما تحبّون" وعلى هذا إذا اعتبرنا أن " مِنْ " في قوله صلوات الله وسلامه عليه " مِنْ شَوَّالٍ " تبعيضية فعليه تكون الأيام الستة بعض شهر شوال، وإذا اعتبرناها ابتدائية فيكون الصيام لهذه الأيام الستة في أي وقت من أشهر الإفطار ابتداء من شوال، على اعتبار أنه أول أشهر الفطر، ويكون النص على شوال في الحديث لأنه أول هذه الأشهر وللمعاني أخرى التي سقناها في بحث منشور بعنوان " إحدى وثلاثون حكمة ودَلالة في صيام ستة أيام في شوال أو بعد شوال"، ويشهد له الروايات الصحيحة التي سبقت فى هذا المبحث والتي جاء بها ذكر الأيام الستة دون قيد شوال: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالها} صحيح الجامع حديث رقم: 6328 [الألباني] قلت:وهذا الاستنباط الدقيق المفيد لكون صيام الأيام الستة يتحقق فضله وأجره، وإن لم تقع في شوال — إن كان على صواب وهدي وفتح من الله تعالى — يكون باب رحمة من الله تعالى لعباده فلا نُحجِّر واسعا، وتبقي حكمة النص على شوال ما سبق أن أشرنا إليه والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.