14 سبتمبر 2025
تسجيلفي ظل حالات التوتر والقلق التى تعيشها المنطقة العربية، والأحداث المؤلمة التي لحقت بكثير من الدول العربية خلال السنوات الماضية، ولدرجة أصبح الكثير منا غير قادر على استيعاب هذا الكم الهائل من الأحداث، وربما كانت الأخبار مقتصرة على قضايا عربية معينة، كنا نتابع أحداثها بألم وحسرة.. وأما الآن مع بوادر الانفتاح الثقافي والتكنولوجي والتدهور السياسي والاقتصادي الذى عم الكثير، ولعبت التكنولوجيا والغياب الديني والثقافي والإعلامي عن الأسرة والشباب بوجه الخصوص وظهور منظمات من فترة لأخرى تحمل صوراً متعددة للإرهاب تحت مسميات الدين، للسيطرة على عقول وأفكار الكثير من الشباب من خلال استخدام وسائل متعددة من المؤثرات الفكرية والدينية، ويتم استقطابهم بطرق معينة بالترويج الفكري والديني بطرق متعددة سواء كان من خلال المواقع والمنتديات الالكترونية، أو من خلال السفر للخارج وغيرها من الوسائل المتعددة، كأحد الاسلحة الثقافية الجديدة بمحاربة أنفسنا بأنفسنا من قلب الوطن، ومن يتابع تسلسل الأحداث الإعلامية والسياسية، سيجد أغلب من يقوم بعدد من الانفجارات، هم من الشباب فى مقتبل العشرينات، وتتفاجأ بأنه عربي الهوية، وكلها مؤشرات على ضرورة الصحوة الدينية والثقافية والاجتماعية بأمتنا العربية والخليجية، وذلك بالتوحد الفكرى والثقافى بإعادة البناء الخارجي والداخلي لمجتمعاتنا وبيوتنا العربية ببث القيم الدينية والثقافية والسياسية بصورتها المعتدلة، وبما يتناسب مع قوة الانفتاح التكنولوجى والثقافى المسيطر على عقول الشباب، وضعف معها الوازع الديني والقيمي الصحيح، والضحية الشباب وهم منغمسون فى سياسة الإسراف والاستهلاك بكل اشكاله المتاحة، ويليها غياب دور الاسرة الحقيقى والحوار المشترك وضعف الوازع الدينى فى نفوسهم، نتيجة الانفتاح وسيطرة التيارات الثقافية الغربية، مع القنوات الإباحية، ويليها غياب الدور التربوى بصورته الفعلية فى عقول الشباب، وأصبحنا بعدما كنا نحارب من الخارج أصبحنا أداة اسهل من الداخل للحروب الدينية والطائفية والاحزاب، التى لم تكن مجتمعاتنا تسمع عنها من قبل، ويتبعها الترويج والتسويق لهذه المنظمات الإرهابية، على أيدٍ شابة ضحية الانفتاح الثقافى، ولذا فنحن بحاجة ماسة وقوية لبث الوعي الثقافي والديني والسياسي المتزن ويصل الى قلوب وعقول الشباب بالنمط الثقافي والتكنولوجي الحالي، ولا يكونوا ضحية كبرى لأفكار داعش بأيدٍ مساهمة منا، وذلك بالتركيز على عودة الادوار النفسية والاجتماعية بالاسرة وتوزيع المسؤوليات على الازواج والزوجات، باعتبارهم الحماية الاجتماعية الاولى من خلال الحوار الفكري والاجتماعي، ويليها وبالتعاون مع المنظومات التربوية؛ ومنها المدرسة والجامعات ان تكون هناك رسائل تربوية تحث على الوعى الفكرى، والانتباه من اى افكار مسمومة فى عقولهم، والتأكد من سلامة الافكار قبل الإقبال عليها او الإيمان الفكري بها، والتسويق لها وسلامة الخطاب الديني بأساليب مختلفة تتناسب مع اتساع أفقهم الثقافي، بأن الدين رسالة تحمل السماحة، ويحث على التعاون والرحمة والاستقرار بمجتمعاتنا العربية والاسلامية، ويتبعها الدور الحيوى والفعال ونبض الشباب المراكز الشبابية ودورها فى استغلال طاقات الشباب بما يتناسب مع المرحلة الراهنة، من انفتاح اقتصادي وثقافي، وكيف يمكن وضع الخطط والبرامج التى يتم استقطاب الشباب إليها، والاستفادة من هؤلاء فى دعم مسيرة التنمية التى تقودها الدولة، وحماية افكارهم من التطرف او المغالاة فى الدين، وما هى الخطة المتبعة فى هذا الاطار من خلال الانشطة الثقافية المطروحة، ولا يصبح الامر مقتصراً على برامج محدودة الآفاق وتتم عملية التغيير فى هذه المراكز مختصرة فقط على التغييرات الخارجية فى المسميات والميزانيات، وضم مراكز او تشكيل مجالس ادارية جديدة بعيدة كل البعد عن هموم واحتياجات الشباب، فى هذه المرحلة، وان يكون هناك مسؤولون بالفعل، ملمين بقضايا الشباب، وكيفية تفعيل الخطط والبرامج بالصورة التى نأمل الوصول إليها، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة ودورها الفكري والثقافي من خلال برامجها الثقافية والفكرية والمسرحية، بطرح برامج هادفة، تمس الجانب الفكري والثقافي الذى يتفاعل معه الشباب، وتتناسب مع الاحداث الثقافية والسياسية الحالية، ويكون له حماية ثقافية وفكرية واعظة من الوقوع فى سراديب الدواعش المتطرفة، ونحن قادورن على عودة الهيبة العربية بصورتها وقوتها الفكرية والداخلية، من خلال أهم شريحة بالمجتمع، وهم الشباب إذا تم توعيتهم واستخدامهم بطرق وخطط علمية وعملية واضحة، وما يتماشى مع رؤية الدولة.