14 سبتمبر 2025
تسجيلبحكم التطور والتغير في المجتمع، تغيرت العديد من العادات والمعطيات السابقة التي يعتبرها هذا الجيل قديمة ولا وجود لها ومن تلك العادات اجتماع العائلة على سفرة واحدة لتناول الطعام سواء في الافطار أو الغداء والعشاء، فقد أصبح لكل فرد من أفراد الأسرة وقت معين لتناول وجبة الطعام وما أكثر ما يتناولها خارج المنزل مع الأصدقاء والمعارف، سواء كان ذلك مع الابن أو الابنة، بل الزوج والزوجة وقليل من الذين مازالوا متمسكين بتلك العادة الجميلة في اجتماع العائلة وقت الطعام حتى شهر رمضان، بدأت حبات العقد تتفكك وتبتعد عن بعضها البعض، وتكاسل البعض عن تناول الطعام في منزل العائلة واكتفى الولد بأسرته الصغيرة وتناول الطعام معها سواء في المنزل أو في الخارج. نعم في الخارج، ونقصد خارج المنزل حيث يتهافت الناس على تناول أكل المطاعم التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم في كل مكان، ولا يكاد يخلو مجمع من ساحة للطعام، ولا تخلو محطة للبترول من وجود تلك المطاعم سواء كانت ذات الوجبات السريعة أو العادية التي يقبل عليها الناس، وقد استغنى بها عن "أكل البيت"، ولم يعد طعام الوالدة يجذبهم، بل ما أشهى طعام الخارج، لدرجة أن البعض صار بسبب ظروف الحياة وانشغال المرأة في العمل في نفس الوقت مع الرجل، وعدم وجود الوقت الكافي لإعداد الطعام، صار يعتمد اعتماداً كبيراً على المطاعم سواء كانت شعبية أو غربية أو شامية أو ذات الوجبات السريعة، بل أن وقت الإجازة الأسبوعية تقضي الأسرة وقتها خارج المنزل مما يستوجب بالتالي تناول الطعام في أحد المطاعم. إن هذه المطاعم أصبحت ملتقى الأسرة، بل إن الولائم لا تتم إلا من خلال هذه المطاعم التي سهلت على ربة البيت الحياة، ولم تعد تتذمر من الولائم التي يطلبها الزوج لضيوفه، فكل شيء جاهز حتى السلطة والحلويات والعصائر والماء، بل وصل الأمر إلى وجود التمر!! وبما أن هذه المطاعم لها أهمية كبرى في حياتنا فلابد أن تكون على مستوى من النظافة والإجادة في الطبخ وفي أنواع الخضار واللحوم والدواجن، وكل هذا بالطبع يحتاج إلى رقابة كاملة من قبل الشؤون البلدية التي لا تقصر في عملها، وللأسف نتفاجأ بين الحين والآخر بأن رقابة الأغذية قد أغلقت عشرات المطاعم بسبب فساد الأطعمة المعدة للطبخ وانتهاء صلاحيتها، أو عدم نظافة المكان المعد لإعداد الطعام بالإضافة إلى قلة الاهتمام بمن يقوم بهذا العمل داخل المطاعم. إن الأمر يدعو للاهتمام ومزيد من الرقابة، خاصة أن الناس تقبل على هذه المطاعم التي تقدم ما لديها بشكل منسق وجميل يستدعى الشهية ويسيل اللعاب رغم أن بعض تلك المطاعم أصبحت تبالغ بالأسعار التي تقدمها لأنواع الطعام! وقبل الرقابة من قبل البلدية، لابد أن يراقب صاحب المطعم العمل وأوامر العاملين ونظافة المطبخ وأدواته وصلاحية المواد الخاصة بالطعام وعدم فساد الطعام من الخضراوات والفواكه، خاصة في هذا الجو الحار، ويتابع صحة القائمين على إعداد الطعام، وأن يشعر أن الله عز وجل يراقبه قبل أي أحد وسوف يحاسبه على ما يقدم للناس، ولا يستخدم الغش في تقديم أنواع الطعام ويتبع قول رسولنا الكريم "من غشنا فليس منا" فلن ينفعه الربح السريع يوم يقوم الأشهاد ويسأل عن ماله أين أنفقه، ويحرص على أن يقدم الطعام، كأنه من يأكله والزبائن ضيوف لديه لابد من إكرامهم بأفضل الأنواع من الأكل، حتى يبارك الله عز وجل فيما يقدم.