06 أكتوبر 2025
تسجيلجهود مثمنة ومقدرة تلك التي تقوم بها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إعادة طباعة نفائس الكتب النادرة من تراثنا الإسلامي الغني بعلومه الضخمة وذلك في اطار مشروع احياء التراث الاسلامي الذي بدأته دولة قطر منذ ستة عقود، توقفت تلك الاصدارات لفترة ثم حملت وزارة الاوقاف على عاتقها في السنوات الاخيرة مسؤولية اعادة احياء ذلك الجهد ايمانا منها بأهمية التراث الاسلامي لاستجلائه وتقويمه بما ينفع الناس منه في عصرنا الحالي ثم العمل على نشره وتحقيقه وتوزيعه على مشارق الارض ومغاربها مما أذاع صيت وزارتنا الموقرة في الخارج قبل الداخل تقديرا لهذا المشروع الضخم بإحياء التراث الاسلامي الذي هو امتداد للجهود السابقة وسيرا على تلك المبادرات العلمية التي عرفت بها دولة قطر. في تقديمها للكتب التي اصدرتها مؤخرا بينت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ان اهتمامها بمشروع احياء التراث الاسلامي جاء منطلقا بما خلفه علماء المسلمين للعالم من تراث ضخم متعدد المناحي، لا يزال معظمه مخطوطا لم ير النور بعد، ولم يتعرف عليه الباحثون رغم ما يحويه من معان دقيقة، وافكار عميقة تخدم واقعنا المعاصر، وتنير السبيل لأمتنا في مجالات الفكر والتشريع والثقافة.. وينقل القائمون على المشروع ان بعض الخبراء يقدرون ان ما تبقى من مخطوطات من تراث علماء المسلمين إلى الآن يصل إلى نحو ثلاثة ملايين عنوان، تقبع في زوايا المكتبات وظلام الصناديق والأقبية، وكثير منها لم يفهرس فهرسة دقيقة، وهذا ما دعا الوزارة للتوجه نحو تحقيق هذا الهدف المعرفي خدمة لاجيال ابناء المسلمين المعاصرين الذين لم يطلعوا على نفائس الإبداع الاسلامي الذي انتشر اشعاعه إلى العالم قاطبة ورسخ كيانات لا تزال آثارها شاهدة على عظمة تلك العصور التي عاشت في كنف المسلمين ونهلت من نتاج عقولهم الخارقة. إن خدمة دولة قطر للعلوم الشرعية ورفد المكتبات الاسلامية بنفائس الكتب القديمة والمعاصرة تجسدها تلك الاصدارات القيمة التي تخرج ضمن مشروع احياء التراث الاسلامي بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وهي مجموعة من كتب العلم في فنون مختلفة معظمها يطبع لأول مرة.. وهذا النهج الذي تتبعه الوزارة ما هو إلا استمرار للبذرة الاولى التي غرست عام 1982م بأمر من سمو أمير دولة قطر آنذاك تحت مسمى إدارة إحياء التراث الإسلامي تابعة لوزارة التربية والتعليم، وأوكلت إدارتها إلى فضيلة الشيخ عبدالله بن ابراهيم الأنصاري /رحمه الله/، الذي يعتبر رائداً من رواد النهضة التعليمية في قطر‚ وصدرت تحت إدارته العديد من كتب التراث الاسلامي القيمة التي هي مصدر فخر تضع بلادنا كرائدة في هذا المجال العلمي والثقافي العظيم، وإلى الأمام. وسلامتكم