12 سبتمبر 2025

تسجيل

تلفزيون السبعينيـات محلك دُر

25 يوليو 2023

سوف أسألكم سؤالا رغم علمي المسبق بالإجابة ولكني سوف أسأله على كل حال وهو: كم شخصا منكم يشاهد تلفزيون قطر؟! تلك المؤسسة الإعلامية الرسمية التي انطلقت منذ بداية السبعينيات ومستمرة حتى الآن ولا يزال تشوبها أجواء تلك الحقبة الزمنية ولا يمكن أن يشعر المشاهدون بأي تجديد في برامجه ومسلسلاته، وكلما تم الإعلان عن انطلاقة التلفزيون بحلة جديدة لم يشعر أحد بهذه الحلة التي تظهر للأسف رمادية وكأنه لا توجد تلك الإمكانيات لتنطلق تلك القناة بالصورة التي تجعلها أول الاختيارات بالنسبة للمشاهدين. وأنا أتفهم أن جميع القنوات الرسمية والحكومية لكافة الدول الخليجية والعربية تبدو بنفس الحال وربما أسوأ بفضل روتين العمل بها وضبابيته وعادة ما نرى تلك القنوات مغبرة وحالكة لا روح فيها لكن في المقابل فهذه الدول تمتلك قنوات خاصة تجارية مفعمة بالروح والألوان والتنوع في البرامج والمسلسلات والرسالة والرؤية والهدف والتجديد الذي نلمسه ونراه أيضا، لكن نحن ماذا لدينا؟! فالتلفزيون يعد الواجهة الرسمية للإعلام القطري وخروجه في كل مرة بحلة لا تجذب المشاهدين يجعلنا نطالب دائما بتحديد مكان المعضلة تماما ثم تلمس الحل العميق لها شيئا فشيئا فتراكمات عقود من الزمن لا يمكن أن نتوقع حلولا سحرية في يوم وليلة. ولكنها معضلة طالت كثيرا ولابد من أن يقف المسؤولون لحلها سريعا، فلا يمكن أن يتم تجاهل هذه الشاشة القطرية المتأخرة عن نظيراتها بأشواط طويلة ويتم حصرها بزاوية ضيقة لضعف الأفكار أو قلة الإمكانيات أو لسوء الدراسة التي تقوم عليها خطة تلفزيون قطر للأسف فنحن هرمنا حقا ونحن في كل دورة برامجية للتلفزيون نأمل بأن يتغير الوضع قليلا ولكن لا شيء يتغير، فكلما تم الإعلان عن حلة جديدة عادت لتبهت قبل أن تبدأ فحتى الإضاءة التي تخرج بها نشرات الأخبار على سبيل التعميم لا الحصر تبدو باهتة بالإضافة إلى الواجهة والخلفية والموسيقى الإخبارية وكأنه لا توجد قناة الجزيرة العملاقة بمقربة تماما من التلفزيون ويضمهما مبنى واحد، والفروق تبدو جبارة بين الأولى والثانية رغم تفهمنا الإمكانات التي تتمتع بها الثانية ولذا لا تزال مطالبنا مستمرة بأن يتم الاهتمام بتلفزيون قطر ونفضه انتفاضة من الألف للياء ووضع كل الإمكانيات والسبل لتميزه وخروجه بحلة تكون جديدة فعلا وانقلاب من الداخل حتى الخارج، فنحن نملك مقدمين ومذيعين بدرجة كبيرة من التمكن والاحتراف والطلة المقبولة لكن هناك ما ينغص علينا ذلك وهناك أشياء لا نراها ويراها المعنيون بالمشكلة التي لربما يعون جيدا دهاليزها المتشابكة ولا يملكون شيئا لتغييرها أو أنهم يتجاهلون كل هذا ويرضون بالموجود تحت بند هذا هو المقسوم وكفانا!. التلفزيون حتى الآن لم يخرج منذ انطلاق الفضائيات وعالم الأقمار الصناعية باسم (قناة قطر الفضائية) ولا يزال تحت المسمى القديم بالتلفزيون ويعرض مسلسلات يخالطها القديم حتى وإن كانت هناك مسلسلات جديدة فلا أحد يمكن أن يذكرها أحد أنها معروضة على شاشته بينما تظل برامجه روتينية وباهتة إعلاميا ليس لها ذلك التأثير والترويج والاستدلال عليها في زمن الثورات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي أو محاولة استقاء الخبر من مصدر وثيق يمكن أن يُدرج تحت مسمى تلفزيون قطر، وأذكر أننا في قطر لا يمكننا أن نشاهد التلفزيون إلا إذا كان إعلان لبدء شهر رمضان أو نهايته وإعلان لأول أيام عيد الفطر وكفى، فمن يرضيه هذا بالله عليكم؟! وعليه أرجو من المعنيين أن يلتفتوا لهذا الأمر وأن (يبحبحوا) الإمكانيات أكثر للخروج بالقناة الرسمية لبلادنا بصورة زاهية ومتنوعة ومتجددة أكثر لأننا نأمل فعلا أن ترتفع نسب المشاهدة لها بصورة أفضل مما نراه ونقرؤه.